×
محافظة المنطقة الشرقية

إغلاق 128 محلاً مخالفًا بوسط الدمام خلال 35 يومًا

صورة الخبر

--> التهنئة بالعيد عموما من عمل السلف ، ذكر ابن التركماني في الجوهر النقي حديث محمد بن زياد ، قال : كنت مع أبي امامة وغيره ، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض : (تقبل الله منا ومنكم) ، قال : أحمد بن حنبل : اسناده جيد. وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن صفوان بن عمرو قال : سمعت عبد الله بن بُسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان ، يقال لهم في أيام الأعياد : (تقبل الله منا ومنكم) ، ويقولون ذلك لغيرهم . أن تقديم التهنئة بالمسرات المقبلة استبشارا بقربها ومنها العيد يعد بشاشة وتبشيرا وعادة مستحسنة والعادات قد تختلف من زمن لآخر ، ومن مكان لآخر ، إذ الأصل فيها الإباحة ، حتى يرد دليل بمنع. قال ابن حجر في الفتح : روينا في المحامليات باسناد حسن عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : (تقبل الله منا ومنكم) . وأخرج الطبراني في الدعاء عن شعبة قال : لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد ، فقال : تقبل الله منا ومنك . وسئل مالك : أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد : تقبل الله منا ومنك ، وغفر الله لنا ولك ، ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟ قال : لا يكره . وفي سؤالات أبي داود قال : سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد : تقبل الله منا ومنكم ، قال أرجو أن لا يكون به بأس . وسئل ابن تيمية في الفتاوى : هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس : عيدك مبارك ، وما اشبهه ، هل له أصل في الشريعة أم لا ؟ وإذا كان له أصل في الشريعة ، فما الذي يقال ، افتونا مأجورين ؟ فأجاب : أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم ، وأحاله الله عليك ، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره ، لكن قال أحمد : أنا لا ابتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحد أجبته ، وذلك ؛ لأنه جواب التحية واجب ، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها ، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه ، فمن فعله فله قدوة ، ومن تركه فله قدوة ، والله أعلم . وهذا هو القول الصحيح لأن التهنئة بالعيد من أصلها لم تتناولها نصوص التشريع بأمر أو نهي فهي من العوائد المباحة وليست من العبادات التوقيفية وعلى ضوء هذا يتبين أن تقديمها قبل صلاة العيد لا حجة على منعه ، وإنما أسس القول بالمنع على اعتبار أنها من الأمور التعبدية الموقوفة على ورود النص الشرعي. وحيث لا نص فيها ، وأفعال الصحابة المنقولة في تهنئة بعضهم بعضا بعد الانصراف من صلاة العيد ليس فيها أن ذلك كان بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه كان من فعله ولو سلم ذلك لم يكن فيه إلا أنها أفعال أقرها المشرع فيندب التأسي بها ولا يؤخذ منها تحريم تقديمها . كما أنه ليس هناك ما ينفي وقوع تقديم التهنئة بين آخرين من الصحابة إذ قد يكون تقديم التهنئة وقع بين بعضهم ولم ينقل لعدم ظهوره في مجامع الناس ونقلت التهنئة بعد الانصراف من صلاة العيد لكونها الحال الظاهر حين يلتقي الناس في المجامع بعد صلاة العيد لا لأن ذلك هو وقت التهنئة . كما أن تقديم التهنئة بالمسرات المقبلة استبشارا بقربها ومنها العيد يعد بشاشة وتبشيرا وعادة مستحسنة والعادات قد تختلف من زمن لآخر ، ومن مكان لآخر ، إذ الأصل فيها الإباحة ، حتى يرد دليل بمنع. مقالات سابقة: د. أحمد قاسم الغامدي : -->