ارتبطت الأسرة السعودية بالجلسة العائلية بعد صلاة الجمعة. السؤال المتبادر الذي يفتتح به المجلس غالبا يتعلق بموضوع الخطبة. ويتندر بعض الآباء على أبنائهم حين يسألونهم عن عنوان الخطبة وموضوعها. بعض الخطباء يثيرون النعاس. وبعضهم يجنحون إلى اختيار موضوعات مثيرة وجدلية، ولو كانت فرعية، من قيادة المرأة للسيارة، إلى مخالفات، لا يمكن التسليم بها في كل المذاهب، وكأن القصة هي المفاصلة بين أطياف المجتمع المسلم الواحد. لن أكتب لكم حول الخطبة هذه المرة بناء على التحليل الذاتي، بل لنقرأ هذه النتيجة المرقمة! قبل أيام، أظهرت نتائج دراسة استطلاعية حديثة أجرتها وحدة استطلاعات الرأي العام بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حول معرفة التأثير المجتمعي لخطبة الجمعة، أن نحو (53.4%) من المصلين لا يتذكرون موضوع خطبة الجمعة الماضية، الأمر الذي يشير إلى تشتت انتباه وعدم تركيز أكثر من نصف المصلين على موضوع خطبة الجمعة، أو بسبب حضورهم المتأخر لصلاة الجمعة! شملت الدراسة الاستطلاعية نحو (685) فردا يمثلون عينة عشوائية ممثلة لمجتمع الدراسة، وكان نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع (±3) عند مستوى ثقة (95%).. وتم اختيار عينة الدراسة الاستطلاعية بطريقة عشوائية باستخدام برنامج حاسوبي مصمم خصيصا لهذا الغرض، وغطت الدراسة الأفراد الذين تساوت أعمارهم أو زادت على سن الثمانية عشر عاما! لن أعلق على من لم يحضر الخطبة، بل على الذي حضرها ولم يذكر منها شيئا. وأحسب أن الجمود والتكرار سبب لذلك. كتبت، من قبل، عن أهمية تجديد الموضوعات التي تطرح وربطها بحاجة الإنسان، وتجديد الأسلوب، فلو تحدثت عن السرقة، فإن ضربك للمثال وطريقة سردك للمشكلة في الخطبة يجب أن لا تكون تقليدية، فالكل يعلم أن السرقة جرم كبير. هل تتذكر، أيها القارئ، خطبة الجمعة أمس؟! لقد كان الأمس يوم جمعة!. عكاظ