--> عد المؤرخ والباحث التاريخي عيسى بن علوي القصير الجانب التاريخي لمحافظة الطائف إحدى المعايير المهمة لاختيار الطائف عاصمة للمصائف العربية، مشيراً إلى أن التاريخ وثق ما تتمتع به الطائف من موروث عربي عريق وإمكانات طبيعية خلابة أهلها بأن تكون جزءا من منظومة السياحة في المملكة. وقال القصير، إن سجل الطائف يضم العديد من المعلومات والصروح الأثرية الموزعة في أركان عدد من أحياءه وشوارعه لتروي لجيل العصر قصص الإنسان الذي سكن الطائف في سالف العصر والأوان، ففي وسط الطائف يقف قصر شبرا التاريخي شامخا على مدى أكثر من قرن حيث شيّد عام 1323 للهجرة، إضافة الى سبعة قصور أثرية أخرى في الطائف عمرها يلامس القرن تفوح بعبق التاريخ والحضارة وأنفاس الماضي. وبين أن نوعية الصخور المستخدمة في تشييد هذه القصور الأثرية مصدرها جبال الطائف التي تتميز بصلابتها، ويعد صمودها طوال هذه العقود دليلا على جودة خاماتها. ورأى الباحث والمؤرخ القصير أن عاصمة المصائف العربية "الطائف" تحمل شواهد كثيرة ومتعددة على عمق تاريخها الممتد منذ ما قبل الإسلام حتى وقتنا الحاضر، مستشهداً بسوق عكاظ التاريخي الذي أعيد ظهوره مرة أخرى الآن في مشهد حضاري ليعيد تاريخ تلك الحقبة وما حملته من قصص وأحداث عربية أصيلة. ونوه القصير باختيار دارة الملك عبدالعزيز بيت "الكاتب" الواقع بحي السلامة بالطائف مقراً لـ"مركز تاريخ الطائف"، مشيراً إلى أن الهدف من إنشائه هو تقديم خدمة لتاريخ الطائف والمملكة العربية السعودية على مر العصور التاريخية والأزمان من العصر الجاهلي حتى اليوم. وأفاد أن المركز منشأة علمية تتكامل مع الجهات والمؤسسات العلمية الأخرى بالطائف، ينهل من معينها الصافي الأجيال عبر الأزمان، وتوصف بأنها من المراجع التاريخية الثقافية بمنطقة مكة المكرمة. ولفت القصير النظر إلى أن الطائف تتميز بمتنزهات غاية في روعة الطبيعة يرتادها زوار المحافظة سنويا، مثل: متنزه البهيتة البري الذي ينشط في فصل الشتاء جامعا في أجوائه بين حياة القرية والصحراء والمباني الطينية المستمدة من القرى التراثية، والخيام التي تعكس بصورة مباشرة مأوى إنسان الصحراء في ذلك المكان، لا سيما لمن لم يعايشها من أبناء المدن ومن لم يعايش حياة الحل والترحال من مكان إلى آخر للبحث عن الماء والكلأ.