×
محافظة الرياض

بلدي البجادية يناقش مشاريع القرى والمراكز والتجمعات السكانية

صورة الخبر

أمي الغالية الحبيبة (جواهر محمد زين العابدين)، هذا بعض من سيرتها العطِرة: توفي والدي وهي في بداية الثلاثينات، وأصغر أطفالها أختي هدى كان عمرها عاما ونصف. فانكفأت تعتني وتربي وتكمل مسيرة الوالد في التربية على أجمل القيم ومكارم الأخلاق، رافضة الزواج وكل ما يبعدها عن رعاية أطفالها. كانت شديدة الحرص على أن نصل إلى آخر طريق طلب العلم الرسمي. كانت ــ رحمها الله رحمة الأبرار الأخيار ــ تبذل كل ما في وسعها لتسعدنا وتهيئ لنا سبل النجاح. ربتنا على القناعة والرضى بما قسمه الله، أشاعت الحب بيننا إخوة وأخوات.. ويهمني في هذا المقام أن أذكر أنها قالت لنا فجأة قبل شهرين تقريبا: سنذهب إلى أبيكم. والجمعة قبل الماضية ــ ونحن نجلسها ــ قالت : أنا حموت، ربي حيتوفاني، رب اغفر وارحم، فسألناها من قال لك أنك ستموتين ؟ أجابت: ربي قال لي، أروح لمكة المكرمة، متى ؟ أجابت اليوم، فنادى بعضنا بعضا، وظلت تردد ذلك بين الفينة والفينة إلى أذان المغرب، ومر اليوم دون أن يحدث، فاطمأننا ونسينا الأمر. وقرب مغرب يوم أمس الخميس، غادرتنا بالمستشفى التخصصي بجدة، حيث أمضت هناك يومين، وقد قالت ظهرا إنها راضية عنا دنيا وآخرة.. وقد صلي عليها صلاة فجر (الجمعة) في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ودفنت بقابر المعلاة. فرحمها ربي رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى، وجمعنا بها لقاء خالدا، وآجرنا في مصيبتنا، ورزقنا حسن برها وبـر والدنا إلى يوم نلقاه .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. والحمد لله أولا وآخرا، وإنا لفراقكِ يا حبيبتنا ويا حبة قلوبنا لمحزونون. خديجة الصبان