الفوز بـ السوبر كلاسيكو في مدريد أو التخلي عن فكرة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني هذا الموسم.. هكذا يخوض برشلونة مباراته المرتقبة غداً أمام مضيفه ومنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد في المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم. ويحتاج الفريق الكتالوني إلى إلقاء جميع مشاكله الداخلية خلف ظهره وتحقيق الفوز على الريال متصدر جدول المسابقة، لأن الهزيمة أمام الريال تعني اتساع الفارق مع الصدارة إلى سبع نقاط قبل تسع مراحل فقط من نهاية الموسم. ومر برشلونة بموسم صعب بالفعل، حيث بدأه الفريق بتنحي مديره الفني السابق تيتو فيلانوفا بسبب حاجته لمزيد من العلاج، إثر إصابته سابقاً بورم سرطاني في الحلق كما وجهت إلى الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم الفريق اتهامات بالتهرب الضريبي قبل أن يسقط في دوامة الإصابة ويغيب لفترة طويلة عن الملاعب. واستقال ساندرو روسيل من منصب رئيس النادي بسبب مخالفات مالية في صفقة التعاقد مع المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، وأكد المخضرمان فيكتور فالديز حارس مرمى الفريق وكارلوس بويول مدافع وقائد الفريق رحيلهما عن صفوف برشلونة بنهاية الموسم. وما يزيد الوضع سوءاً هو الجدل الدائر حالياً بشأن مارتينو الذي تولى مسؤولية الفريق في أغسطس الماضي خلفاً لفيلانوفا، ولكنه قد يرحل في يونيو المقبل بعد نهاية الموسم الحالي لتدريب المنتخب الأرجنتيني أو للعمل في الشرق الأوسط. وتسبب تراجع مستوى الفريق في فترة الشتاء إلى اتساع الفارق الذي يفصله عن ريال مدريد إلى أربع نقاط، حيث يتصدر الريال جدول المسابقة حاليا ويأتي برشلونة حامل اللقب ثالثاً بفارق نقطة واحدة خلف أتلتيكو مدريد. ويحتاج برشلونة للفوز على ستاد سانتياجو برنابيو في مدريد غداً لأنها النتيجة الوحيدة التي تنقذ الفريق من ضياع حلم الحفاظ على اللقب. ويتمتع رونالدو حالياً بمستوى رائع كما سجل اللاعب هدفين في مرمى شالكه الألماني يوم الثلاثاء الماضي، ليقود الريال للفوز 3 - 1 في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا. وفي المقابل، برهن ميسي على استعادة مستواه العالي تدريجياً من خلال المباراة أمام أوساسونا، والتي سجل فيها ثلاثة أهداف (هاتريك) ليقود برشلونة للفوز الكاسح 7 - صفر. ويحتاج مارتينو إلى المفاضلة بين الدفع بنيمار الذي لم يشارك في لقاء أوساسونا أو الدفع بأي من بدرو رودريجيز وأليكسيس سانشيز ليشارك أي منهم ميسي في قيادة هجوم الفريق. كما ينتظر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال موقف مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة، الذي عانى مؤخراً من شد عضلي وكذلك زميله المدافع البرتغالي بيبي الذي عانى من نزلة برد شديدة. وتأكد غياب اللاعب الشاب خيسي عن صفوف الريال، حيث تعرض خلال مباراة شالكه لقطع في الرباط الصليبي للركبة اليمنى علما بأن خيسي هو من سجل الهدف الوحيد للفريق في المباراة التي خسرها 1 - 2 أمام برشلونة في أكتوبر الماضي، والتي كانت آخر هزيمة للريال في الدوري الإسباني هذا الموسم. من جانب آخر، يظهر في أفق السوبر كلاسيكو نجمان آخران مثل جاريث بيل ونيمار، اللاعبان اللذان يسعيان وراء لحظة تألقهما، وسط حاجة لإثبات الذات رغم أنهما متواريان خلف البريق الذي لا يخفت لكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ولعب نيمار وبيل دور الصفقة الأغلى للموسم، لكن في ظل أحجية تتمثل في عدم التيقن حقيقة من قيمة ما دفعه نادياهما لضمهما. وأكد ريال مدريد أنه دفع لتوتنهام ما يزيد على 90 مليون يورو 8. 123 مليون دولار لضم بيل، لكن في إنجلترا يقدرون الصفقة بما يزيد على مئة مليون يورو 6. 137 مليون دولار، فيما لا تزال قضية نيمار تثير الجدل، ولا يزال القضاء الإسباني يباشر التحقيق في القيمة النهائية لتعاقده مع برشلونة، التي قد تزيد كذلك على مئة مليون يورو، ودائماً ستلاحق الصفقات الضخمة كلا اللاعبين، اللذين يعيشان موسماً متوتراً، والآن يبدو أنهما يصلان إلى السوبر كلاسيكو في لحظة متباينة. كان من العسير جداً على بيل أن يتأقلم مع فريقه الجديد، أولاً، لأنه كان عليه أن يلعب في مركز الجناح الأيمن الذي لم يسبق أن جربه، وثانياً، بسبب حالته البدنية. ولم تسمح له الإصابات بالوصول إلى المستوى المطلوب في الثلث الأول من الدوري، لكن مبارياته الأخيرة أظهرت لاعباً يتطور مستواه كلما زاد تأقلم حالته البدنية -التي يعتمد عليها كثيراً- مع طريقة لعب ناديه الجديد، هو ليس لاعباً يتمتع بدور كبير في الأداء الجماعي، ويمكن عد مرات ظهوره في المباراة الواحدة، لكنه في كل مرة يطلب فيها الكرة بالقرب من منطقة الجزاء، يتحول إلى لاعب شديد الخطورة. يمكن وصف بيل بأنه لاعب محدد، حيث يضيف أرقاماً إلى ريال مدريد، أي أهدافاً وتمريرات حاسمة، فخلال 31 مباراة خاضها هذا الموسم مع الفريق الملكي، سجل 14 هدفاً وصنع 17 أخرى، أي أنه شارك بشكل مباشر في 31 هدفاً لريال مدريد، وهو رقم أكثر من لافت للانتباه. الآن هو على موعد مع السوبر كلاسيكو، الذي سيحاول فيه تعويض ما حدث خلال مباراة الدور الأول باستاد (كامب نو)، عندما فاز برشلونة 2 - 1، وبالكاد ظهر الويلزي على أرض الملعب، لعب كمهاجم على نحو غير متوقع، لكن فكرة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم تؤت ثمارها، حينها تعرض لانتقادات كثيرة، الأمر الذي يتناقض مع المديح الذي ينهال عليه الآن، وصفته صحيفة (ماركا) على صفحتها الأولى أمس الأول الخميس بأنه رصاصة الكلاسيكو، مضيفة: حانت المباراة الحاسمة أمام برشلونة، وهو في أفضل حالاته. في المقابل، يصل نيمار إلى الموعد الكبير وهو أكثر ضيقاً، بعد أن خضع لتشكيك كبير في أحقيته باللعب أساسياً باستاد سانتياجو برنابيو، بعد عدد من العروض المتواضعة. ربما لذلك قرر أن ينعزل عن أي صخب، وتوجه الثلاثاء الماضي إلى ملاهي (ديزني لاند) في باريس، إلى جانب صديقه ومواطنه تياجو سيلفا لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي. طيلة الأسبوع، نشرت وسائل الإعلام الصادرة في برشلونة استطلاعات رأي بين الجماهير، عما إذا كانت الأخيرة ترغب في مشاركة نيمار أساسيا في السوبر كلاسيكو، ومالت الجماهير بصورة كبيرة إلى بيدرو رودريجيز وأليكسيس سانشيز قبل البرازيلي. وقالت صحيفة (الباييس) هذا الأسبوع: الأرقام الطيبة لكليهما، وتعافي ميسي، وكذلك دور البطولة الذي يؤديه سيسك، كانت عوامل لعبت مؤخرا ضد نيمار، الذي بات وسط الانتقادات. وفي سن الثانية والعشرين، وبعد أن تعايش دوماً مع الإشادة، بات على نيمار أن يرى الجانب الآخر لكرة القدم، ذلك الذي يتعلق بالانتقادات والجدل، فيما لا يزال الجدل المتعلق بصفقته مستمراً في المحاكم الإسبانية، وهو عنصر كاف لتشتيت الانتباه. ورغم كل شيء، تؤكد التقارير أن نيمار سيكون أساسياً، حتى لو كان يدخل الكلاسيكو برصيد متواضع يبلغ 12 هدفاً من 32 مباراة، والآن وأكثر من أي وقت مضى بات يحتاج إلى مباراة لإثبات الذات، والسوبر كلاسيكو يمنحه تلك الفرصة.