×
محافظة المنطقة الشرقية

شاهد.. أنظار العرب تتوجه لحرف وصناعات أبها.. قط وسلاح و"ديكوباج"

صورة الخبر

تخلى أحمد رجب، الموظف الثلاثينى بإحدى شركات القطاع الخاص، عن ركوب عربة التوكتوك، التى كانت تختصر عليه المسافة بين منزله ومحطة مترو الأنفاق (وسيلته الأساسية لمقر عمله بوسط المدينة)، بعدما زادت تعريفتها من جنيه ونصف إلى جنيهين؛ بحجَة زيادة أسعار الوقود. كذلك السجائر، التى كان يدخِنها بشراهة، استبدلها أخيرا، بالسجائر الملفوفة يدويا: كنت أدخن نحو علبتين من السجائر يوميا، وأحيانا ثلاثا، لكن سعرها الذى زاد بشكل جنونى أجبرنى على الاكتفاء بعلبة واحدة فى اليوم، قبل أن ألجأ أخيرا ــ باقتراح من زميلى فى العمل ــ إلى السجائر الملفوفة. كما لم يسلم مشروبه المفضَل، كوب الشاى، من ثورة الميزانية؛ فبات يكتفى باحتساء كوبين، أحدهما قبل أن يتوجه إلى عمله، صباحا، من دون سكر، الذى فشلت محاولاته لتوفيره إلى المنزل منذ ثلاثة أيام، والثانية على المقهى الشعبى الصغير المجاور لمحل عمله، الذى ضاعف سعر كوب الشاى. دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، المصريين، للتخلى عن عادات اجتماعية ثابتة، إلا أنها باتت أمرا واقعا يفرض تفاصيله القاسية دون مقاومة. ربة المنزل العشرينية أميرة رمضان، تقول إن الزيادة فى أسعار فواتير الكهرباء دفعت زوجها، عمر، إلى استبدال جميع لمبات إضاءة منزلهما العادية بأخرى موفِرة للطاقة، جنبا إلى جنب اهتمامها المستجد بعدم ترك أى لمبات أو أجهزة كهربائية تعمل دون داعٍ. وتضيف: كذلك أصبح زوجى حريصا على تناول إفطاره فى المنزل بدلا من تناوله مع زملائه فى العمل؛ بعد الزيادة التى لم تسلم منها تكلفة الوجبة المكونة من الفول والطعمية والبطاطس. ويقول مهندس المقاولات الأربعينى، مصطفى صلاح، إنه يتشارك مع جاره فى استعمال سيارتيهما ذهابا وعودة من مقرى عمليهما القريبين: توفيرا للبنزين، الذى ازداد سعره أخيرا، ولمجهود القيادة أيضا، كما يقول. السلوك الإنسانى، بشكل عام، يتأثر بعاملين، أولهما: القدرة، ولا سيما المالية، وثانيهما الموروث الثقافى، الذى يشمل التقاليد والعادات، حسبما يوضح أستاذ علم الاجتماع، عبدالحميد زيد. وأضاف زيد ان أوقات الأزمات الاقتصادية التى تؤثر على القدرة المالية للإنسان نجده وبشكل طبيعى يعدل من سلوكياته التى اعتاد عليها لكن وفق أولوياته. ويوضح: فالإنسان يستغنى فى هذه الأوقات عن الأفرع والجوانب غير الضرورية بقائمة أولوياته؛ فمثلا: شرب الشاى أولوية أكثر روتينا واتساقا بالشخصية المصرية من أكل الكيك والحلويات، وهكذا التدخين بالنسبة للبعض أولى من منح أبنائها دروسا خصوصية. ويرى زيد أن إدراك الشخص لطبيعة المرحلة، وخطورتها، يمثِل عاملا مهما فى تحديد درجة تعاطيه مع المواقف المختلفة؛ فكمية المياه المهدرة عند الوضوء مثلا بالنظر إلى الحديث عن أزمة مياه تعانيها مصر أمر صادم. ورغم المستجدات الصعبة، كما يصفها رجب بضيقٍ، إلا أنها لم تخل من المنافع: خسرت أخيرا ٢ كيلو من وزنى الذى اكتسبته بعد الزواج، قالها مبتسما، وهو يربت على بطنه.