أبوظبي:الخليج أعرب المهندس سهيل المزروعي وزير الطاقة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى عن حماسه الكبير للتعاون الوثيق والمكثف بين دولة الإمارات وشركة أدنوك ووزارة الطاقة من جهة والمجلس الأطلسي من جهة أخرى لتنظيم المنتدى، موضحاً أن المنتدى يتميز بأنه يقع بين فعاليتين مهمتين، أولاهما فعالية انعقاد مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول أدبيك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفعالية أسبوع أبوظبي للاستدامة الأسبوع المقبل، وهاتان الفعاليتان والمنتدى يتميزون بقدرتهم الكبيرة على جمع أفضل العقول والقيادات والشركات والمنظمين والخبرات المتواجدة في قطاع الطاقة في العالم لمناقشة الوضع الراهن للطاقة واقتراح الحلول للتحديات التي تواجهها. وذكر المزروعي أن المنتدى الذي يعد الأول من نوعه يأتي في وقت هام تعيشه دولة الإمارات، وبعد أيام قليلة من إعلان حكومة الإمارات استراتيجية الطاقة 2050 والتي تم إعدادها على مدار عامين كاملين، وجمعت كل تصورات وآراء الجهات والأطراف المعنية، ولم تقتصر فقط على قطاع الكهرباء والنقل بل ضمت كل مكونات قطاع الطاقة، وركزت بشكل كبير على الطاقة المتجددة والخضراء. وذكر أنه يتطلع لمناقشات ثرية خلال جلسات المنتدى، ينتج عنها رؤية تحدد ما نحتاج اليه بالضبط في الوقت الحالي، وخاصة في مجال التطوير والسلامة. التعاون والتواصل وقال وزير الطاقة:أعتقد أن تعاوننا وتواصلنا جميعا بالأفكار الجيدة والتخطيط للأعمال الجادة سيحقق لنا ما نصبو إليه في قطاع الطاقة وخاصة قطاع الطاقة المتجددة. وأفاد المهندس سهيل المزروعي وزير الطاقة أن هناك خططا توسعية في مشاريع الطاقة المتجددة لتشمل كافة إمارات الدولة ضمن استراتيجية 2050. وكشف المزروعي أن الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء تدرس في الوقت الراهن إقامة مشروع للطاقة الشمسية بالدولة لإنتاج ما يقارب 200 ميجاوات، حيث تجري الآن المناقشات والبحث عن المكان الأنسب لها خصوصا في ظل تراجع كلفة التقنيات المستخدمة. كثافة المشاركة وذكر المزروعي في حديثه أن منتدى المجلس الأطلسي يعقد لأول مرة في منطقة الخليج، حيث حرصت أبوظبي بصفتها عاصمة عالمية للطاقة على تنظيم واستضافة مثل هذه المؤتمرات التي تضم خبراء في مجال الطاقة والسياسة للحديث عن مستقبل الطاقة في المنطقة والعالم. وأوضح وزير الطاقة أن كثافة المشاركة في المنتدى أسهمت في إبراز الحدث الذي يسلط الضوء على الجوانب الجيوسياسية وعلاقتها بالطاقة وكيفية رسم استراتيجية متزنة ومناقشة التحديات. وقال المزروعي: يأتي تنظيم المؤتمر بعد أيام مضت من اعتماد استراتيجية دولة الإمارات للطاقة 2050 والتي تضم خليطا متوازناً من مصادر توليد الطاقة حيث 50% من مصادر خضراء منها 44% من الطاقات المتجددة و6% من الطاقة النووية فيما تأتي نسبة 50% المتبقية من الوقود الأحفوري تتوزع 38 % من الغاز الطبيعي و12% من الفحم الأخضر. خفض الاستهلاك وأضاف المزروعي: إن الاستراتيجية تستهدف خفض استهلاك الأفراد والمباني بنسبة 40 % عن المستخدم حاليا وذلك بحلول 2050. وذكر أن الاستراتيجية ستكلف 600 مليار درهم لكن الوفر يعادل 700 مليار درهم، مشيرا إلى أن الإمارات تعد الدولة الأولى التي تعلن عن هكذا استراتيجية واضحة وهي عبارة عن رؤية شاملة تضم كافة الاستراتيجيات والخطط المحلية، إذ من المخطط أن يجتمع فريق العمل كل 5 سنوات لمراجعتها والوقوف على نسب الإنجاز والمنافسة بين كافة مصادر الطاقة حيث الهدف سعادة الفرد واستدامة المصدر بتكلفة معقولة. وأكد وزير الطاقة أن الإمارات ملتزمة بخفض الإنتاج وفق الحصص المعلنة وحث الدول الأخرى أن تحذو حذو الإمارات. وأفاد المزروعي أن أسعار النفط الحالية تتجه نحو التصحيح وسيكون التصحيح عندما تسير الدول المعنية ضمن التوجهات المعلن عنها، معربا عن ثقته الكبيرة في التزام الدول بعملها في السوق. وثمّن المزروعي موقف دولة الكويت الريادي للالتزام بخفض الإنتاج إلى جانب الدول الأخرى، والذي ستتم مناقشته في الاجتماع القادم لأوبك في فيينا، يوم 22 يناير/كانون الثاني الجاري. وأضاف المزروعي: نحتاج إلى الفاعلين والجادين في تحفيز الاستثمارات وما تم إنجازه من التزام أوبك في الفترة الماضية، يعد إنجازاً هاماً. وأعرب المزروعي عن توقعاته زيادة الاستثمارات النفطية بما يخدم تلبية الطلب في الفترة المقبلة، وأوضح أن أوبك ليست المسؤول الوحيد عن خفض الإنتاج، وأنه على كافة منتجي النفط الالتزام بالخفض، وخاصة من قبل منتجي النفط الصخري. وأفاد أن الإنتاج الكبير من النفط الصخري لا يساعد على التوازن. وكشف وزير الطاقة أن الوزارة تعمل على تجميع المعلومات المتوافرة واستراتيجيات الطاقة المحلية والعالمية، إلى جانب الاطلاع على التقنيات الحديثة في العالم، موضحا أن دبي تعتزم تخزين الكهرباء الناتجة عن الطاقة الشمسية باستخدام المياه. وأشار المزروعي إلى وجود العديد من الحوارات في المنتدى العالمي للطاقة، تهدف إلى الاستفادة من خبرات الآخرين والاطلاع على خططهم ومشاركتها لإعادة هيكلة الصناعة النفطية.