توفي يوم الاثنين 25 ديسمبر 2016 الملا صالح عبدالله عبدالوهاب الصالح، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الصليبيخات، رحمه الله تعالى. والملا صالح شخصية نادرة، وله تاريخ مليء بالطاعة والالتصاق بالمسجد. التقيت به عدة مرات آخرها في 11 أغسطس 2014 في بيته بالشامية، وسجلت معه مقابلة تلفزيونية لم تبث حتى الآن. وكنت اسأل ابنه البار به (جزاه الله كل خير) عبدالوهاب عن صحته، وأتابع أخباره منه إلى أن اختاره الله تعالى إلى جانبه. ولكون الملا صالح شخصية نادرة في التاريخ الكويتي، لابد لي من نشر المعلومات التي أخذتها منه شخصياً لتوثيقها وتثبيتها. ولد الملا صالح عام 1929 بفريج العوازم وسط مدينة الكويت، ووصف لي موقع منزلهم، وعدّد لي بعض جيرانهم ومنهم أبناء ثويني العوازم، والبادي، ودواس وطاحوس، وراشد الشاوي، ومحمد المنصور، والفنيني، والقراوي، والحميدة، وبيوت الرشدان، والصويلح، والعواد، وحمد الشيخ مساعد، وبالقرب من براحة شرار، وبيت شرار العازمي، وغيرهم. ثم بعد ذلك انتقلت أسرة الصالح إلى فريج العليوة وسط الكويت، بالقرب من مسجد بن هبلة المعروف، وسكنوا بعد ذلك في المرقاب بالقرب من حفرة فريج وموقعها بالقرب من مسجد الوزان. أخبرني الملا صالح أن جده عبدالوهاب نزح إلى الكويت من الأحساء، قبل حكم الشيخ مبارك الصباح (أي قبل 130 عاماً)، وكان النزوح بسبب خلاف ديني مع الأتراك الذين سيطروا على الأحساء في ذلك الوقت. وكان جده رجل علم ومحامياً، حيث كان يترافع نيابة عن موكليه في المحاكم المتوفرة آنذاك في الأحساء. وارتبط جده بعد استقراره في الكويت بعلاقة وثيقة بالشيخ مبارك الصباح، وكان من الذين يترددون على مجلسه. وقد توفي الجد عبدالوهاب وعمره نحو مئة وعشرين عاماً، كما أبلغني الملا صالح. أما والده عبدالله فقد توفي وعمره 100 عام تقريباً. وفيما يتعلق بالأعمال التي مارسها الملا صالح، فقد أخبرني أنه عمل في بداية حياته في خياطة البشوت والعبي، وتعلم ذلك من خاله الملا عثمان العثمان رحمه الله، وأنه حج إلى بيت الله الحرام أول مرة في عام 1947. ودرس رحمه الله بالمدرسة المباركية، وبدأ حياته المهنية مؤذناً في مسجد العبدالرزاق بمدينة الكويت وعمره 18 سنة، ثم عمل في مسجد الدماك (مسجد هلال)، ثم مسجد علي عبدالوهاب المطوع، ثم مسجد إسماعيل عند براحة بن حسن بالمرقاب، ثم عمل إماماً بمسجد حمد العتيقي بالشامية من عام 1968 حتى عام 2005. وبعد تقاعده من العمل ظل يداوم على الصلاة بنفس المسجد إلى أن تعذر عليه ذلك قبل وفاته بشهور. وبذلك يكون الملا صالح عمل 19 سنة مؤذناً، و37 سنة إماماً، ومجموع ذلك 56 عاماً من الارتباط الوثيق بالمسجد. وفي سنواته الأخيرة، كان رحمه الله يمكث في المسجد ولا يغادره من بعد صلاة العصر حتى الانتهاء من صلاة العشاء، وخصصت له وزارة الأوقاف غرفة خاصة يرتاح فيها عندما يكون في المسجد. له من الذرية محمد وعبدالوهاب وعبدالله وسعود وابنة واحدة (توفيت). أسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى.