×
محافظة المنطقة الشرقية

«الوايل» يطلق فنا جديدا لا امتداد له في العالم العربي

صورة الخبر

في ظني أن رجال المرور بشكل خاص بحاجة إلى دورات تأهيلية مكثفة وشبه دائمة حول ما ينبغي أن يكون عليه حالهم في الشارع ليسهموا بشكل أكبر في حل مشكلة زحمة السير والفوضى الناجمة عن عدم احترام قائدي السيارات لأنظمة المرور بل وعدم احترامهم لرجل المرور ذاته، الذي باتت المخالفات المرورية ترتكب أمام ناظره وبالقرب منه بلا تردد وبلا خوف وكما يقول الناس "عيني عينك". من الملاحظات الكثيرة على عدد ليس بقليل من رجال المرور أنهم لا يلتزمون بما ينبغي أن يكون عليه حالهم أمام الناس كالتقيد بربط حزام الأمان والالتزام بقوانين السير، وعدم استخدام جهاز الجوال أثناء السير أو أثناء وقوفهم عند نقطة تنظيم للمرور وكذلك عند إشارات المرور، حيث ينتظر الناس منهم أن يسهموا في فك اختناق مروري أو ضبط متهورين ومخالفين لأنظمة السير تسببوا بتصرفاتهم تلك إلى توقف السير في نقطة ما، ولكن الكل يشاهد رجل المرور هنا أو هناك مشغولا بهاتفه الجوال غير مكترث بما يحدث حوله. في ظني أن رجل المرور ينبغي أن يكون قدوة لكل من في الشارع منذ لحظة ركوبه سيارته ومن ثم كيف يقودها في الطرقات الداخلية والخارجية وكيف يستخدم أنوار التنبيه للانعطاف يمينا أو شمالا، وكيف يسمح للمارة بعبور الشارع، وكيف يقف ليعطي فرصة لأصحاب المركبات بتجاوز نقطة مختنقة بالسيارات ليوصل رسالة للبقية أن القيادة "ذوق وأخلاق" وليس "نحاسة وعنادا"، وأن يقف في المكان الصحيح، ويستخدم أدوات السلامة في الأماكن الخطرة لا أن يعتمد فقط على أنوار سيارته العلوية التنبيهية، وأن تكون سيارته بشكل عام نظيفة من الخارج والداخل وبها كافة أدوات السلامة والإنقاذ والمساعدة. وقبل هذا وذاك أن يكون أسلوبه في التخاطب مع الناس سواء وجها لوجه أو عبر مكبر الصوت الخاص بسيارته أسلوبا راقيا وحضاريا بعيدا عن الصراخ والألفاظ غير المنتقاة بعناية بما قد تعطي انطباعا سلبيا عن رجل المرور. كثيرة هي الملاحظات التي يمكن تسجيلها على رجل المرور وتزداد مثل هذه الملاحظات وتتحول إلى حالة نقد وتذمر كلما واجه الناس ازدحاما وفوضى في الشوارع، ولكن في الجانب الآخر هناك رجال مرور لهم مبادرات إيجابية ورائعة في تعاملهم مع من في الشارع ولكنني هنا أتحدث عن منهج بودّي أن أراه بشكل عام وليس بشكل خاص ومثل هذا المطلب لا يمكن أن يتحقق ما لم يكن هناك عمل قائم على فكر، يؤمن بمثل هذه الملاحظات ويسعى جديا عبر منهج عمل محدد ومقنن لجعله واقعا نلمسه كلنا.