تونس (أ ف ب) - أرجأت محكمة تونسية الى 23 ايار/مايو النظر في قضية اغتيال المعارض والنائب السابق بالبرلمان محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص في 25 يوليو/تموز 2013، حسبما أعلنت النيابة العامة الاربعاء. وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية ان المحكمة قررت في ساعة متأخرة الثلاثاء "تأجيل النظر في قضية اغتيال محمد البراهمي الى 23 ايار/مايو القادم". وبدات المحكمة اولى جلسات النظر في القضية الثلاثاء. ورفض خمسة من أصل ستة متهمين موقوفين المثول امام المحكمة. وقال المحامي بشير الصيد خلال الجلسة ان "سر" اغتيال البراهمي موجود عند وزارة الداخلية لأنها تلقت في 12 ايار/مايو 2013 رسالة من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) حذرت فيها من اغتيال البراهمي ومع ذلك لم تفعل شيئا. وفي 19 ايلول/سبتمبر 2013 أقر لطفي بن جدو وكان وقتئذ وزير الداخلية بأن الاستخبارات الاميركية حذرت وزارته من "امكانية استهداف" البراهمي. وصدر الاقرار بعدما سرب موظفون في وزارة الداخلية الى وسائل اعلام وحقوقيين الوثيقة التي حذرت من "إمكانية استهداف" البراهمي "من قبل سلفيين". وقد اعلن بن جدو المحسوب على حركة النهضة الاسلامية، بأنه لم يكن على علم بهذه الوثيقة وأن قيادات امنية في وزارة الداخلية وجهوها اليه بعد اغتيال البراهمي. وفي الثاني من تشرين الاول/اكتوبر 2013 اعلنت وزارة الداخلية توقيف اربعة من موظفيها وإحالتهم على القضاء بسبب تسريب الوثيقة الاميركية. وقُتل البراهمي بـ14 رصاصة أمام منزله قرب العاصمة تونس في حادثة كانت الثانية خلال ستة اشهر، بعد اغتيال المحامي اليساري شكري بلعيد في السادس من شباط/فبراير 2013. وكان بلعيد والبراهمي قياديين بارزين في الجبهة الشعبية (ائتلاف احزاب يسارية وقومية)، وقد عرفا بمعارضتهما الشديدة لحركة النهضة الاسلامية التي قادت الحكومة من اواخر 2011 حتى مطلع 2014. واتهمت عائلتا بلعيد والبراهمي حركة النهضة باغتيالهما، وهو أمر نفته الحركة بشدة. ونسبت وزارة الداخلية اغتيال بلعيد والبراهمي الى جماعة "انصار الشريعة" الجهادية التي صنفتها تونس تنظيما ارهابيا في اغسطس/آب 2013. وفي كانون الاول/ديسمبر 2014 اعلن التونسي-الفرنسي أبو بكر الحكيم في شريط فيديو على الانترنت انضمامه الى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، ومسؤوليته عن اغتيال بلعيد والبراهمي. وفي العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2016 أكد البنتاغون رسميا معلومات كانت انتشرت حول مقتل ابو بكر الحكيم (33 عاما) خلال غارة على معاقل الجهاديين في الرقة في سوريا. وكان اغتيال بلعيد والبراهمي اثار ازمة سياسية حادة في تونس انتهت باستقالة حكومة "الترويكا" التي قادتها حركة النهضة.