يعيش سكان مكة المكرمة حالة من القلق إزاء المطاعم وما تقدمه من مأكولات، وذلك بعد أن كشفت الحملة التصحيحية للمنشآت المتعلقة بالصحة العامة والتي تنفذها أمانة العاصمة المقدسة على المطاعم والكافتيريات كانت غير مستوفية للاشتراطات الصحية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق قرابة 250 مطعماً بمكة المكرمة. يقول كل من أسامة العتيبي ورامي الهذلي أن الكثير من المطاعم المشهورة بمكة المكرمة أغلقت، ونحن نعرف عدم نظافة الأواني المستخدمة والمأكولات التي تعد فيها، كما نعلم عدم التزام العاملين بهذه المطاعم بالاشتراطات الصحية، موضحين أن بعض المطاعم التي أغلقت اتخذت الصيانة كذريعة، ومطاعم أخرى لم يمض على إغلاقها 24 ساعة عاودت النشاط مرة أخرى، مبدين تخوفهم الشديد من الإصابة بالتسمم الغذائي جراء تخزين الأطعمة بصورة غير صحية، وعدم وضع بعض العاملين القفازات وتغطية الرأس والأواني الصدئة وغيرها التي تضر بصحة سكان مكة المكرمة والزوار والمعتمرين، لافتين إلى أنهم لن يذهبوا إلى المطاعم مرة أخرى بعد أن كشفت أمانة العاصمة المقدسة هذه المطاعم. ودعا عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة رئيس لجنة شباب وشابات الأعمال هشام كعكي الأسر المكية إلى الطبخ المنزلي، لأنه أكثر أماناً، وذلك بعد أن أسفرت حملة الأمانة التصحيحية عن إغلاق عشرات المطاعم، مبيناً أن إغلاق المطاعم بمكة المكرمة بكل تأكيد يسبب لها خسائر مالية كبيرة، كما أن هذا الإغلاق يفقد الثقة في الزبون، مستطرداً بالقول أنه سيتم طرح اقتراح على لجنة شباب الأعمال بإنشاء مطاعم متخصصة يديرها الشباب السعودي بأنفسهم. وقال الباحث الصحي والاجتماعي جمعة الخياط أنه نحو 40 في المئة من رواد المطاعم في مكة المكرمة فقدوا الثقة في تلك المطاعم وما تقدمه من وجبات، بعد أن اتضح أنها غير آمنة صحياً، مشيراً إلى أن التسمم الغذائي يعتبر من المشاكل الصحية الخطرة، حيث يعرف بأنه حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص بعد تناولهم غذاء غير سليم صحياً، وتظهر أعراض التسمم الغذائي على هيئة غثيان وقيء، وإسهال، وتقلصات في المعدة والأمعاء، وفي بعض حالات التسمم الغذائي تظهر الأعراض على هيئة شلل في الجهاز العصبي بجانب الاضطرابات المعوية، وتختلف أعراض الإصابة وارتفاع الحرارة وشدتها والفترة الزمنية اللازمة لظهور الأعراض المرضية حسب مسببات التسمم وكمية الغذاء التي تناولها الإنسان. من جهته، أبان مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد الفوتاوي أن الفرق الميدانية توزعت وتم تفتيش المطاعم والمحلات من خلال الفرق ميدانية مدعومة بعدد من عمال النظافة والسيارات والضواغط وأحدث الأجهزة الخاصة بالكشف على صلاحية المواد الغذائية وسلامة العاملين بالمحلات، مبيناً أنه تم رصد العديد من الملاحظات والمخالفات المتنوعة والتي شملت مخالفات الاشتراطات الصحية للمبانى والتجهيزات، وعرض المواد الغذائية مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية، وسوء الأواني والمعدات المستخدمة، ووجود حشرات وقوارض، وتدني مستوى النظافة الشخصية للعمالة، إضافة إلى عدم تجديد بعض رخص المحلات. بحسب الجزيرة