ما زال في الأمل بقية من عشم.. بهذه العبارة يمكن التسطير لنتائج الأندية السعودية في الجولة الأخيرة من رحلة الذهاب بدوري أبطال آسيا، حيث تذيلت 3 من فرقنا القوائم بخسارة الاتحاد وتعادل الهلال والفتح أمام الأندية القطرية، بينما كان الشباب وحده الذي فاز عليها وبصعوبة بالغة. الواضح أنّ مستويات فرق الخليج تطورت عن ذي قبل، لكن الواقع يشير بصراحة إلى تراجع مستوى من كانوا في القمة ذات يوم وهي الفرق السعودية، فالأخيرة باتت تعاني من ضعف واضح في المستويات أيًّا كانت المبررات والأعذار التي يسوقها مدربوها ومسيروها، لأنّ الأحكام تصدر عن أفعال الميدان الذي سجّل للفرق السعودية أسوأ النتائج وأضعف المستويات في المسابقة الآسيوية بهيئتها ونظامها الحالي (دوري الأبطال)، لتثار التساؤلات حول واقع الكرة السعودية، والدوري المحلي إذا كان السفراء وأصحاب الطليعة بتلك المستويات المتواضعة. الاتحاد.. سقط للمؤخرة الفريق الاتحادي والذي كنا نقول إنّ البطولة الآسيوية تخصُّصه مُني بخسارة ثانية دفعت به إلى قاع المجموعة التي تعطيه نقاط الفرق المشاركة فيها فرصة العودة إذا ما «شدّ حيله» في دور الإياب، لكن ذلك يظل مرتهنًا بما سيحدثه المدرب خالد القروني من تغييرات فنية تعيد للفريق توازنه الفني المفقود، لأنّ الأمور أصبحت فنية مع قيام الإدارة الحالية بإبعاد الفريق عن الأمور الإدارية التي عصفت به خلال الفترة السابقة، مع التأكيد على أنّ الروح لا تحقّق الانتصارات في كل مرة، ويحتاج الفريق لكثير من العمل التنظيمي من قبل الجهاز الفني، ومراجعة اللاعبين لمستوياتهم. الشباب.. فوز بأخطاء صحيح أنّ الفريق الشبابي خرج من الجولة الثالثة والأخيرة من التصفيات بفوز جدّد به الآمال وقرّبه للمنافسة أكثر من غيره إلا أنّ حال الفريق لا يسرّ صديقًا أو حاقدًا، فما يحدث في الخطوط الخلفية من تخبّطات تؤكد أنّ المدرب التونسي عمار السويح أخفق في المعالجة، فمن قاع السقوط برباعية النهضة في الدوري إلى فوز برباعية مقابل ثلاثة أمام الريان بدوري الأبطال، وهذا يكشف تذبذب الفريق بشدة وترنّح دفاعاته، حيث كانت النتيجة الأخيرة قابلة للزيادة (له وعليه)، وإذا استمرّ الدفاع الشبابي بحاله فستكون مهمة الفريق صعبة في الوصول إلى الأدوار النهائية للبطولة القارية، والمسؤولية تقع على عاتق اللاعبين أولاً، والمدرب ثانيًا، والإدارة ثالثًا لأنها تركت برودوم يسرح ويمرح حتى قضى على روح الشباب. الهلال.. واصل الاحتجاب كان الهلال الفريق المرشّح بين الرباعي السعودي لتحقيق نتائج إيجابية في هذه البطولة العصية، والواضح أنّها أصبحت عقدة له، فنتائجه غير متوقعة ويفتقر إلى الروح التي كانت تميز الفريق طيلة مشواره التنافسي في البطولات المختلفة وكانت مضرب أمثال، ومن خلال لقاء السد القطري يُلاحظ أنّ الهلال ليس هو الهلال، وأنّ سامي الجابر اللاعب الكبير وصاحب الفكر الاحترافي لم يتمكن من الغوص إلى أعماق عشقه ومعالجة ما يعانيه الفريق من اختلالات فنية في الأداء، وتباعد في الخطوط، وانخفاض في الروح القتالية لدى اللاعبين، ووحده نيفيز في مباراة السد كان يُذكّر متابعي المباراة بفن الزعيم. نقطتان من 3 مباريات بالنسبة للهلاليين شيء غير مصدق، ومثير للاهتمام، ومع أن فرصة الفريق في المنافسة ما زالت قائمة إذا ما «شمّر» اللاعبون عن سواعد الهمة في رحلة الإياب إلا أنّ نتيجة مباراة واحدة ستغيّر الواقع الرقمي. الفتح.. فاقد للإمكانات من الظلم أن يُطالب الفتح بأكثر مما يقدّمه هذا الموسم على المستويين المحلي والخارجي، لأنّه كان من الطبيعي أن يتراجع بعد الوصول للقمة في الموسم الماضي فهي كانت طفرة فنية وحالة خاصة لا يمكنه الاستمرار فيها لأنه لا يملك القوة الفنية المساعدة على ذلك، وفي مقدمتها البديل الذي يولّد الحافز لدى اللاعب الأساسي الذي تراجع مستواه بشكل مخيف لأنه فقد الدافع والحماس بالحصول على بطولتي الدوري والسوبر الموسم الماضي وتلكما كانتا أقصى غايته، فتراجع مستوى اللاعبين بشكل ملحوظ وعجزت معه الحلول البسيطة التي استخدمها المدرب فتحي الجبال، وتساهم الإدارة الفتحاوية أيضًا في تراجع مستوى الفريق الذي صار قريبًا من دائرة الهبوط لدوري الدرجة الأولى، كما أنّه في الآسيوية يقابل منافسين أكبر منه تجربة واستعدادًا وإمكانات فنية وطموحًا.