تحطمت آمال العرب على صخرة «الربيع» المذكور.. لم نره إلا على الورق.. فلم تعد للدول هيبة يعتد بها.. وأمن يستظل به.. وتسلل «المتسلقون» على طموحات الشعوب إلى غرف الحكم.. يعيدون إنتاج النظم المتهاوية على طريقتهم.. ثم فشلوا مرة أخرى في تجربة الكرسي.. الكل يتوق إلى السطوة فحسب.. أما الأوطان فلم تعد في أذهانهم ولا هم يحزنون.. من سورية المتألمة وفلسطين المسلوبة.. وليبيا المترنحة.. والقائمة تطول.. من هنا تبدأ قصة الجامعة العربية.. ذلك الاسم الجامع والفعل الضائع.. أمل، نبث فيه الروح كل يوم عله يصحو من ذلك السبات.. دول عتيدة تتمزق وشعوب فقدت البوصلة.. والجامعة لم تعد جامعة.. جغرافيا تتمزق وتاريخ يعاد من جديد.. وعالم يتشكل.. والجامعة تحتضر دون أن تعلن.. يلتئم الصف العربي ونشحن بالمشاعر العربية والتضامنية.. وصدى المبادرات يهز قاعات الاجتماع.. ثم نعود بعد يومين لا أكثر إلى مربع الفرقة والتناحر.. متى يتحرك هذا الكيان الجاثم على صدور الشعوب العربية.. متى تدق ساعة الصحوة.. أيام قليلة تفصلنا عن قمة الكويت والجامعة في عين العاصفة.. فالآمال بقدر الآلام.. ربما يكون النداء الأخير..