هناك العديد من السيدات اللواتي يحرصن على أن يكنَّ ربات بيوت من الدرجة الأولى، فيقمن بأنفسهن بجميع شؤون المنزل، ويسخرن حياتهنّ لخدمة أسرهن، في حين أن هناك أخريات فضلن خوض تجربة العمل ومشاركة الرجل في مصاريف وأعباء المنزل، ولكن أحياناً يحدث بعض التقصير من قبلهن في الاهتمام بشؤون المنزل. ويبقى السؤال: أيّهما تشكل زوجة وأماً جيدة أكثر العاملة أم ربة المنزل؟ عالم المرأة العاملة: تعاني المرأة العاملة من ازدحام جدولها، فهي تعمل في المكتب، ثم تعود إلى المنزل لتقوم ببعض المهام المنزلية ومتابعة الأطفال أو القيام بالتنظيف، كما أنها تعاني من أن بعض مهام العمل قد توكل إليها لتأديتها في المنزل أو استدعائها في وقت متأخر لأمر طارئ، في حين أن ربة المنزل لا تحمل عناء ذلك، ولكن هناك بعض المميزات التي تتصف بها المرأة العاملة عن ربة المنزل، وهي: - الثقة والاستقلال المالي الخاص وحرية أكثر. - الحصول على مستوى جيد من المعيشة. - المشاركة في التزامات الأسرة المالية. - المساواة بينها وبين الزوج في العمل. - تلبية احتياجاتها واحتياجات أطفالها دون انتظار معونة الزوج. نصائح للمرأة العاملة: على الرغم من المميزات التي تحظين بها في حياتك، إلا أنك تحتاجين إلى إضافة ما يشعرك بكينونتك الأنثوية والأسرية، لذا ننصحك بالتالي: - لا تجعلي مساواتك مع الرجل تحملك عبئاً إضافياً وفرضاً في تحمل مسؤوليات مالية ترهقك، ويجب على الشريك الأساسي معك "الزوج " توفيرها. - يومك مشحون بالأوامر والطلبات والرسميات، فتجنبي أن تظهر شخصيتك العملية داخل نطاق أسرتك في تصرفك مع الأبناء أو الزوج، كذلك في حياتك الاجتماعية، فاخلعي "ثوب العمل الرسمي" فور خروجك من بوابة العمل لتتمكني من إبراز شخصيتك المبهجة الحقيقية. - خصصي لك وقتاً خاصاً للاهتمام بالنفس والاسترخاء بعيداً عن ضغوط العمل اليومية طوال الأسبوع. - لا تضعي كافة المسؤوليات على عاتقك وحدك؛ لأنك تملكين زمام أمرك، بل على العكس عليك بالوسطية والتوازن، واجعلي زوجك شريكاً معك في جميع أمور العائلة ليكون جزءاً معاوناً لك. عالم ربة المنزل: قد تظن ربة المنزل أنها أجيرة تعمل على راحة أسرتها مقابل ما يعطيها زوجها من مصاريف المنزل واحتياجاتها الخاصة، فهي دائماً في انتظار أن يقوم الزوج بفتح محفظته، ويتعطف عليها ببعض النقود، وقد تجد ذلك مهيناً إلى حد ما، لذلك تتمنى دائماً لو كانت من هؤلاء النساء العاملات اللواتي لديهن قدر أكبر من الحرية المالية، كما أن أعباء المنزل اليومية من تنظيف وترتيب والاهتمام بالأطفال وتحضير الطعام تشكل عليها عبئاً كبيراً، فهي على مدار 24 ساعة تعمل على تلبية واجبات أسرتها، ولا تحصل على عطل أسبوعية ولا ترقية أو علاوات أو مكافآت نظير عملها، ولكن هناك بعض المميزات التي تتميز بها ربة المنزل عن المرأة العاملة، وهي: - قضاء وقت أكثر مع الأطفال والاهتمام بمستقبلهم. - لا تعاني من المنافسة والمشاحنة بين الزملاء وتنمرهم. - دائماً لديها بعض الوقت للاختلاء بنفسها عندما يكون المنزل خالياً. - زوجها يناضل من أجل توفير أفضل معيشة لها دون أن تضطر للعمل. نصائح لربة المنزل: نعلم جيداً بأن بيتك هو مملكتك الخاصة، ولكن هذا لا يعني أن تحبسي نفسك وطاقتك داخل أركانه، لذا ننصحك بالتالي: - مارسي إحدى الهوايات والأنشطة التي تنمين بها إبداعاتك وتستثمرينها لتشعري بأنك تملكين شغفاً رئيسياً في الحياة بعيداً عن المتطلبات اليومية المنزلية. - استثمري وقت فراغك بشكل إيجابي بعيداً عن المهاترات من حديث الهاتف والجلوس أمام التلفاز، وبإمكانك وضع خطة يومية لعدة أنشطة تقومين بها مع أطفالك للتقرب منهم وتنمية مهاراتهم الإبداعية. - الاهتمام بالمنزل لا يعني أن تتخلي عن اهتمامك بمظهرك، لذا خصصي يوماً في الأسبوع لزيارة مركز التجميل الخاص بك للتمتع بالاسترخاء ولتحظي بساعات تدليل خاصة بك. - لا تكوني كثيرة الثرثرة مع الزوج بحجة وقت فراغك، بل كوني عقلانية في تلك النقطة، خاصة عند رجوع الزوج من العمل وإلقاء مشاكل اليوم أمامه، مما يزيد من انفعاله ووقوع المشاجرات دائماً. - قد تكون ربة المنزل تفتقر إلى الثقة والاستقلالية التي تتميز بها المرأة العاملة، إلا أنها تعمل على تلبية احتياجات أسرتها بطريقة مخلصة ومتفانية، وكذلك المرأة العاملة قد لا يكون لديها وقت لأسرتها، ولكنها تعمل بكل جهدها لتوفير أفضل الموارد المالية لأفراد أسرتها للعيش في بيئة كريمة وتوفير كافة احتياجاتهم. تلك الفروقات ليست للحط من قدر مساهمة كلا النوعين بأي شكل من الأشكال، فكلتاهما تتفوقان في بعض النواحي.