حين ترتكز مقومات العمل في معظم الأندية على سياسة جلب اللاعب الجاهز وعلى التكديس وعلى مفهوم تلك الملايين التي يتم صرفها في غير اتجاهاتها الصحيحة فمن الطبيعي أن تأتي النتيجة على منوال هذا الضعف الذي نراه اليوم، فالكل باستثناء الأهلي ركز على مثل تلك السياسات الخاطئة فبدأنا بأسبابها نتعايش مع كرة قدم متواضعة ومريضة وغير قادرة على أن تكرر ما سبق وأن تحقق لها في الماضي. ـ ماذا جنت رياضة كرة القدم السعودية خلال فترة الاحتراف؟ ـ هذا هو السؤال الذي يجب أن نوليه الكثير من النقاش حتى نصل إلى معرفة السبب وبالتالي نفكر في وضع الحلول المناسبة التي تعيد لها الهيبة والقوة والريادة المفقودة. ـ حاولت أن أرى من إيجابيات العمل في الأندية ما ينعكس على تأسيس الاهتمام بمدارس النشء لكنني في سباق البحث عن ذلك لم أجد سوى الأهلي الذي بات مختلفا عن غيره يهتم بجميع ما يندرج تحت لواء مسؤولياته بما في ذلك قطاع الشباب والناشئين والبراعم وهي السياسة الادارية المحترفة التي غابت عن الجميع وظلت حاضرة مع هذا الكيان العملاق الذي مهما تعثرت مسيرته في هذه المرحلة إلا أنه سيقود المستقبل الرياضي بكل جدارة. ـ شباب.. ناشئين.. براعم.. وأكاديمية تعنى بصقل المواهب الكروية فكراً وتنظيماً ونظاماً هي حصيلة جهد رياضي كبير يقف خلفه الرياضي الكبير والمحنك الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، فلماذا لا يسير البقية على منوال هذا النهج والاستفادة منه؟ ـ من أجل أن نبني كرة قدم قوية يجب أولاً كبح جماح السلبيات السابقة والعمل على تنفيذ البدائل من خلال التركيز على المدارس الكروية الشابة ومنحها فرصة الاحتراف المبكر كون هذه الخطوة باتت من الضروريات التي يجب تفعيلها على غرار الأهلي، أما الاستمرار على طريقة جلب اللاعب المحترف بمبالغ باهظة واستنزاف خزائن الأندية وتكبيدها الكثير من المديونيات بذريعة البحث عن البطولات السريعة والوقتية فهذه في تصوري تعد من أبرز مشاكل رياضتنا بل إنها السبب المباشر الذي هوى بها من قمة التفوق إلى قاع الإخفاق. ـ الاحتراف لايزال شكلا نظريا نقرأ عنه وحوله الكثير، أما على أرض الواقع فلا موقع له من الإعراب ومن يتعمق في وضعية الأندية وكيف تدار ومن يقف بالنظرة الفاحصة في ثقافة اللاعب ودوره ومهارته ونظامه وتنظيمه سيخرج من كل ذلك بما يؤكد له حقيقة هذه المعاناة التي تدور حول كل شيء يختص برياضة كرة القدم السعودية. ـ لا جديد سوى أن الاتحاد عاد من الدوحة مثقلاً بالهزيمة والذين يتربعون على هرم مسؤولياته مستمرون على ذات الحال الكل يصارع بعضه. ـ قلتها سابقا وأكررها اليوم الاتحاد ضحية أهله وأحبابه وسيبقى على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى. ـ ختاماً.. فوز الأهلي بدوري الناشئين هو شهادة الإنصاف لكل عمل محترف يحيط هذا الكيان، فمبروك هذا المنجز الذي يضاف إلى قائمة الألف بطولة وهنيئا لكرتنا ومنتخباتنا ميلاد جيل شاب سيأخذ على عاتقه الكثير من المسؤوليات حتى تعود القمة الآسيوية لأهلها... وسلامتكم.