تزينت إمارة الشارقة بـ«أنواع الحُليّ»،على مدار أربعة أيام، جاذبة إليها الأنظار، بعد إطلاقها «فعاليات الدورة 24 من أيام الشارقة المسرحية»، لتقدم نموذجاً ممزوجاً بين «خشبة المسرح وطاولة النقد». شارك فيه هواة ومحترفون في التمثيل. تقابلهم أسماء لها باع طويل في مجالي الفن والمسرح. وقدمت الأيام المسرحية منذ انطلاقها الكثير مما تزخر به الذاكرة الثقافية الإماراتية من العروض المسرحية، إضافة إلى الندوات الفكرية والإصدارات. وذكر فنانون أن «أيام الشارقة المسرحية بعروضها وأنشطتها، أثرت المشهد الثقافي، وبخاصة مع حضور الفاعلين من فنانين ونقاد وصحافيين ومهتمين في فن المسرح». وبدا السباق على المنافسة بين 11 عملاً مسرحياً «واضحاً»، للحصول على «جائزة الإبداع المسرحي»، وذلك من خلال الاعتماد على «الأداء الجدّي»،ودمجه بالموسيقى من الممثلين المسرحيين الشباب، ليصطدم بـ«عرض الملاحظات بجديّة أخرى»، في جلسات نقدية مفتوحة، يديرها مشاهير الفن والنقد والتمثيل المسرحي في الوطن العربي، وشاركهم في ذلك الجمهور. فيما لم تخل المداخلات من الإشارة إلى الجوانب الإيجابية التي طغت على الأداء، والإشادة ببعض الأفكار المبتكرة، لكن «حُرمت من الظهور التلفزيوني»، الذي اقتصر على بثّ المسرحيات الفكاهية والكوميدية، ما أدى إلى حصر المشاهد في البحث عن «ضالّته»، وما يضفي على يومه بعض «الطرافة»، متجاهلاً المدارس المسرحية وأساليبها الأخرى في الوقت ذاته. وصاحب أيام الشارقة المسرحية «ندوات وجلسات نقدية»، وُضعت على طاولاتها مختلف الرؤى التي تعود إلى نقاد ومهتمين في المجال المسرحي، الذين أكدوا أن «المسرح ما زال يقاوم، على رغم التغييرات العربية على الأصعدة كافة». ما استلزم دعمه بين الحين والآخر. وطالبوا بـ«تفعيل دور الكفاءات الشابة»، لأنهم «الوقود الذي يجب الاعتماد عليه في أية احتمالات مقبلة». فيما تم الاحتفاء وتكريم الفنان العراقي الرائد يوسف العاني، الذي تجاوزت مسيرته المسرحية 60 عاماً، واستضافة 10 من متفوقي المعاهد والكليات المسرحية في الوطن العربي، وعرض سيرة أربع من رُوّاد المسرح، الذين وافتهم المنيّة، لترسيخ مفهوم «المسرح.. ابناً عن أب». واستعرض باحثون خلال الجلسات النقدية، رؤى وأفكاراً جديدة في «فن الممثل»، الذي وصل إلى حيز المعرفة العلمية الدقيقة، من خلال ارتباطه الفاعل بالخصوصية الأدائية والعلوم التشريحية والاجتماعية والشعورية والنفسية، لافتين إلى أن فن الممثل «لم يعد ينطوي على نظريات وأساليب قديمة، بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة»، وذلك في ظل المعارف الكونية المنوعة، التي ينتمي إليها الممثل شعورياً وإبداعياً ومعرفياً، إضافة إلى عرض أساليب فنية وجمالية ذات عمق نظري احترافي، مع تطبيق في الأداء الحركي التعبيري. وأوضح المشاركون أن الهاجس الذي يشغلهم هو مشكلات المسرح العربي، وكيفية تجاوز هذه الفترة بطريقة «الممثل وذاكرته»، وذلك بتطبيق مناهج التمثيل الحديثة، وأداء «تمارين منوعة في الأداء الحركي والتمثيلي». وأقيمت ورش عملية تضمنت تطبيقات نظرية وعملية على عناصر ومفردات العملية الحرفية الداخلية للممثل من إدراك وخيال وإحساس، إضافة إلى الحرفية الخارجية والممثلة في صوت وجسد وحركة، من خلال ربط العلاقة بين العقل والوجدان والجسد تحت مظلة الارتباط الدقيق بكل المستويات المتطورة في فن الممثل، إضافة إلى عناصر الخصوصية والانتماء والأصالة.