كشف مصدر صحي لـ"الوطن"، أن نفقات وزارة الصحة لعلاج المريض الواحد المصاب بمرض وراثي قد تصل إلى نصف مليون ريال، فيما تتراوح نفقات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على الأطفال المصابين بإعاقات نتيجة هذه الأمراض بين 70 و 80 ألف ريال سنويا للطفل الواحد. مخاطر زواج الأقارب أوضح رئيس الجمعية السعودية للطب الوراثي زهير رهبيني لـ"الوطن"، أن التوعية الصحية الصحيحة بمخاطر زواج الأقارب قد تقلل في السنوات المقبلة من الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين بأمراض وراثية نتيجة لهذه الزيجات، مبينا أن زواج الأقارب مسؤول عن الإصابة بالأمراض الوراثية بنسبة 100%. وذكر رهبيني، أن دراسات علمية حديثة أجرتها جامعة الملك سعود أثبتت أن نسبة زواج الأقارب في المحافظات والقرى السعودية تبدو أعلى من المدن الكبرى بنسبة 90%، ما يؤكد أن التوعية الصحية الاجتماعية للأمراض الوراثية لم تؤثر في التقليل من هذه الظاهرة التي تعد السبب الأول لهذه الأمراض التي تكلف في المستقبل الأسر والدولة من ناحية العلاج. وأكد أنه لا يوجد فارق كبير في نسبة زواج الأقارب في المحافظات الصغيرة والقرى خلال الأعوام الماضية، وهذا دليل واضح على رسوخ مفاهيم العادات والتقاليد أكثر من القضايا الصحية الخطيرة الهامة لهذه الظاهرة بعدم الالتفات للخطورة المترتبة في انتقال الأمراض الوراثية مستقبلا. مسح جغرافي يقول رئيس الجمعية السعودية للطب الوراثي إنه منذ بداية صدور المرسوم الملكي عام 2004 بضرورة الفحص الطبي ما قبل الزواج فيما يخص مرض الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر المتوسط كان هناك 90% من الأشخاص المقبلين على الزواج يعلمون بحملهم لأحد هذين المرضين ورغم ذلك أقدموا على الزواج. وخلال العام الماضي أوضحت وزارة الصحة أن نسبة من يعلمون بإصابتهم وأقدموا على الزواج انخفضت إلى ما يتراوح بين 40 و 50% لعام 1436-1437، في حين أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن نسبة الزواج بين الأقارب في المدن الكبرى وصلت إلى 56% على مستوى المملكة حيث اعتمدت الدراسات على مسح جغرافي في المدن الكبرى (الرياض وجدة والدمام) وهي نسبة تعتبر عالية جدا، وقريبة من النسبة المسجلة في عدة دول خليجية وعربية مثل السودان واليمن. أكثر الأمراض انتشارا أكد رهبيني أن مرض التمثيل الغذائي من أكثر الأمراض الوراثية شيوعا في المملكة على الرغم من اختلاف نسبة انتشار الأمراض من منطقة لأخرى، حيث تكثر في المنطقة الشرقية على سبيل المثال نسبة أمراض الدم مثل "الأنيميا المنجلية"، في حين تكثر في المنطقة الشمالية أمراض المواد الدهنية وغيرها من الأمراض الوراثية التي لم يتم إيجاد علاج لها. وأشار رهبيني إلى أن هناك قصورا كبيرا من الجهات التعليمية فيما يخص طرح مناهج تعلمية وتثقيفية بحتة تستهدف الطلاب لتحذيرهم من مخاطر الزواج من الأقارب وما ينتج عن ذلك من أمراض وراثية لا علاج لها وعادة ما تكون مكلفة بشكل كبير للفرد والدولة. الأمراض الوراثية في المملكة - 500 ألف ريال سنويا تكلفة المصاب الواحد - 70 - 80 ألف ريال سنويا تكلفة الطفل المعاق نتيجة المرض