بعد أسبوعين من إعلان هدنة بوساطة روسية تركية في جميع أنحاء سوريا هز انفجار ضخم إحدى الساحات المكتظة بالسكان في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي والتي تسيطر عليها المعارضة المسلحة وتقع على الحدود مع تركيا. وقد استهدفت سيارة ملغمة وسط المدينة وعدة مقرات مدنية فيها، منها المحكمة الشرعية ومركز الهلال الأحمر والبلدية والبريد. وقتل في التفجير أكثر من ستين مدنيا، بينهم نساء وأطفال وجرح مئتان، ولا يزال ضحايا تحت الأنقاض لم تنتشل جثثهم، ونقل الجرحى إلى نقاط طبية في مناطق مجاورة للمدينة، كما أدى التفجير لدمار العديد من المباني. كماتعرضت منطقة تجارية في مدينة إعزاز لاستهداف بمفخخة أمس السبت، مما أودىبحياة العشرات. وأفاد ناشطون بأن التفجير وقع وقت ذروة التسوق، وأن عشرات الجثث تطايرت وبعض الأشلاء ما زالت في المكان، فيما عمت الفوضى السوق. الجهة المسؤولة وبحسب مصادر طبية، فإن نحو عشرة جرحى في حالة حرجة جراء تفجير أمس، ونقل عشرات المصابين إلى بلدة كيليس التركية بسبب عجز المستشفيات المحلية عن توفير العلاج اللازم لهم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، وقد حمل البعض تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية هذه التفجيرات. 5274041334001 d36d7c82-34d8-4f50-97a9-2edfa61c4e5f ed733ff5-e64e-44b0-86d5-485736b8b694 video وقال ناشط بالمدينة إن حالة توتر وقلق تسود المكان، وإن السكان يخشون من وقوع انفجار آخر وهم في غفلة من أمرهم. واستبعد المحلل السياسي ياسر بدوي أن يكون تنظيم الدولة وراء هذه الحادثة لأنه أعلن مسؤوليته عن كل التفجيرات التي قام بها سابقا. مصلحة النظام ورجح أن تكون للنظام مصلحة كبيرة في مثل هذا التفجير، "لأنه دائما يفتعل كل شيء ويختار توصيفات معينة كما فعل عندما استهدف منابع عين الفيجة أثناء فترة الهدنة، خصوصا أن الهدنة عرقلت عليه هيمنته من خلال وقف القصف وإطلاق النار". واتهم بدوي النظام بالقيام بمزيد من الفوضى في البلاد وتنفيذ التفجيرات، خصوصا في إعزاز حيث تمثل أهمية خاصة له لكونها بلدة حدودية ومتاخمة تماما لتركيا، "وهي نقطة وصل ما بين مناطق سيطرة القوات الكردية ومناطق سيطرة تنظيم الدولة". واعتبر أن التفجير رسالة موجهة من النظام السوري إلى تركيا لعرقلة جميع خططها في المنطقة. يذكر أن إعزاز شهدت تفجيرا في نوفمبر/كانون الثاني الماضي أسفر عن مقتل25 شخصا، وقد اتهمت حركة نور الدين زنكي التابعة للمعارضة المسلحة آنذاكتنظيم الدولة بتنفيذ التفجير.