شهد لقاء المحرق والنصر محطات هي أقرب إلى الاستفهامات، ولا عجب في ذلك طالما المنافسات هي في الميدان الرياضي، وأولها أنّ المحرق في الشوط الأول بسط سيطرته طولا وعرضا، ولم يترك للاعبي النصر برهة لالتقاط أنفاسه إلا تركه متفرجا، حيث ضغط أبناء الكابتن محمد المرباطي مدرب المحرق على النصر بسلاحي الإرسال والهجوم المكثف مما أخذهم إلى تسجيل تقدم كبير هو الأول من نوعه في المسابقة وقوامه 11-1 وهي نتيجة كبيرة لا تليق بأبناء الكابتن حسن علي مدرب الفريق حتى لو كانت صفوفه ناقصة العناصر. وثانيها أنّ لاعبي النصر وضعوا مدربهم في موقف يحسد عليه عندما اضطروه إلى استنفاذ وقتيه المستقطعين في ال9 النقاط الأولى، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلّ على أنّ لاعبي النصر كانوا تائهين في الملعب مما جعلهم ليسوا في حالة طبيعية، وكأن المحرق يلاعب نفسه، وثالثهما أنّه في الوقت الذي عاد فيه النصر إلى أجواء المباراة في الشوط الثاني، وكأنّ لاعبيه ليسوا بالعناصر نفسها التي خاضت الشوط الأول مما أهلها بجدارة إلى أن تكون الطرف الأفضل في الشوط، ومنحها ذلك التقدم 14-10، نجد أنّ المحرق تراجع مردوده، ووقع في أخطاء متعددة منها الكرات الهجومية الطائشة، ولم يستثمروا الحالة المعنوية التي أعطاهم إياه الفوز في الشوط الأول ليضغطوا على النصر. وثالثهما أنّ صاحب هذه السطور قد سلّط النظر على محترف الفريق الكوبي أوسميل أثناء فترة الإحماء للوقوف على قوته على اعتبار أنّ الكتاب أحيانا يفهم من عنوانه، وخاصة على مهارة الضرب من فوق الشبكة، فوجدنا له العذر لما رأينا هجومه عاديا ولم يكن بالقوة التي ألفناها في اللاعبين المحترفين الأجانب، ولم يكن بالصورة التي كتب عنه في صحافتنا المحلية، فقلنا يبدو أنّ اللاعب لازال في بداية استرداد عافيته ولياقته بعد التوقف الذي كان عليه، غير أنّنا وضعنا له عذرا آخر عندما وجدناه خلال الأجزاء التي لعبها فيها كأنه لاعب عاديّ لأسباب يعرفها الفنيون والمدربون منها أنها المباراة الرسمية الأولى، ومنها جانب الانسجام، وقلنا الوقت هو من سيعطي حكمه النهائي، ولكن تفاجأ الحضور بإصابة الكوبي، مما أخذهم إلى التساؤل: هل إصابته جاءت أثناء المباراة نظرا لعدم جاهزيته البدنية؟أم أنّ أوسميل جاء إلى النصر محملا بإصابة قديمة؟ وقد برهن اللقاء على أنّ النصر لم يستفد من تواجد الكوبي (الخارج داخل)في المباراة نظرا لعدم جاهزيته كما يبدو، فلماذا تمّ المجازفة به على حساب الشاب حسن القيم الذي أثبت أنه خامة جيدة قادمة؟ ورابعها هو الإصابة التي لحقت بضارب مركز4 في صفوف المحرق الكابتن عبد الله النجدي خلال الشوط الثاني والنتيجة لصالح النصر 13-10، فلم يصدّق أنصار طائرة المحرق ومن قبلهم جهازه الفني وأنصار الفريق أنّ لاعبه الأسمراني قد بات جاهزا للمشاركة ابتداء من الجولة الثانية بعد تسجيل غيابه في الجولة الافتتاحية ضمن أبرز الغائبين، غير أنّ الإصابة قد برهنت أنها تلاحق النجدي كظله بمناسبة وغير مناسبة أينما ولّى وجهه سوى تعلق الأمر بالمنتخب الوطني أو فريقه المحرق، ما أن يشفى من إصابة حتى تنتظره إصابة أخرى جديدة، يا جماعة الخير: ما حكاية الأسمراني مع الإصابة؟ هل عين أصابته أم نصيب ومقدر عليه؟