×
محافظة المنطقة الشرقية

مهرجان «الساحل الشرقي»: خطة لاستيعاب 4 ملايين زائر

صورة الخبر

للمرة الأولى منذ عقود، ناقش جمهور كبير في واشنطن السؤال "الممنوع": هل إسرائيل فعلا حليفة للولايات المتحدة؟ الحضور طُلب منهم مناقشة ما يعنيه التحالف الحقيقي بين الدول. كان الحضور يضم أكثر من 400 من الناشطين السياسيين والمفكرين والدبلوماسيين الذين ملأوا القاعة في نادي "الصحافة الوطني" في واشنطن يوم الجمعة 7 مارس حيث جاؤوا لحضور اجتماع غير مسبوق ليوم كامل. بعد أيام فقط من قيام اللوبي الإسرائيلي "إيباك" بزيارة "رسمية" سنوية إلى الكونجرس الأميركي، تم عقد أول "قمة وطنية لإعادة تقييم العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة." كان ذلك الاجتماع هو الأكبر من نوعه داخل الولايات المتحدة منذ سنوات، ولقي تغطية إعلامية جيدة، وأول حدث من نوعه يتحدى محاولة "نتنياهو" مضايقة الكونجرس الأميركي. أن يجذب حدث معاد للصهيونية علنا مثل هذه المجموعة من الخطباء البارزين فهذا مؤشر غير عادي. السلطة المنيعة لإسرائيل واللوبي الداعم لها على الكونجرس في الولايات المتحدة وعلى الفرع التنفيذي لا تزال عاملاً هاماً في واشنطن، لكن هذه السلطة بدأت تتراجع. الكاتب "فيليب ويس" قال في خطابه في الاجتماع إنه عندما نُشر كتاب "اللوبي الإسرائيلي" للمرة الأولى، أعتقد أن اللوبي الإسرائيلي كان يتجه نحو مواجهة حاسمة حول نفوذه وسلطته الأسطورية. لكنه اعترف أن ردة فعله الأولية كانت سابقة لأوانها. مع ذلك، قدرة اللوبي على قمع أي انتقادات لإسرائيل تراجعت إلى درجة ملحوظة. الدكتور "ستفين والت"، وهو أستاذ في جامعة هارفارد وشارك في كتابة فضح سلطة اللوبي الإسرائيلي، ألقى أيضا كلمة في التجمع. "مارك بيري" تحدث أيضا في الاجتماع. مارك بيري هو كاتب فضح عمليات عملاء الاستخبارات الإسرائيلية الذين استخدموا جوازات سفر أميركية ووثائق مزورة تبين أنهم عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للقيام بعمليات اغتيال وتخريب نيابة عن إسرائيل، وقد جذبت كتاباته اهتماما عالميا في السنوات الأخيرة. تحدث مارك بيري في محاضرته عن تقلص الهيمنة الإسرائيلية على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وقال مارك إن مسؤولين في البنتاجون توجهوا مؤخرا إلى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ وحذروهم من أن أي عقوبات جديدة على إيران -كما تدعو منظمة إيباك- سوف تقود حتما إلى حرب مع إيران ستكلف الولايات المتحدة 500 مليار دولار ومقتل 5000 جندي أميركي. جنرالات "البنتاجون" تمكنوا من هزيمة محاولة اللوبي الإسرائيلي للدفع باتجاه قانون عقوبات جديد. لكن اللوبي مازال يحاول مرة أخرى بعد زيارة نتنياهو الأخيرة. في نهاية الحدث، قدم ثلاثة ضباط سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عرضا يضم أدلة دامغة على أن إسرائيل ليست حليفة للولايات المتحدة، "بول بيلار، وراي ماكجوفرن، وفيل جيرالدي"، وجميعهم ضباط سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية ولدى كل منهم خبرات تمتد على مدى عقود، تحدثوا بعناية عن طبيعة العلاقة ذات الاتجاه الواحد بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأكدوا أنه لا توجد علاقات أمنية إلزامية بين البلدين، وليست هناك تضحيات متبادلة كما يفترض السلوك بين الحلفاء الحقيقيين. الخبرة والمعلومات التي يملكها ضباط الاستخبارات المحترفون الثلاثة هؤلاء كانت تتويجا لليوم كله. جميعهم قدموا صورة متكاملة للطبيعة الهدامة للعلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة. "بيلار" صدم الحضور عندما أخبرهم أن دافع الضرائب الأميركي قدم معونات لإسرائيل، منذ تأسيسها وحتى الآن، وصلت إلى أكثر من 234 مليار دولار، مع أن متوسط دخل الفرد في إسرائيل هو 33.000 دولار، وهو أعلى من متوسط دخل الفرد في الاتحاد الأوروبي. "بيلار" أضاف أن الولايات المتحدة تعرضت لهجمات إرهابية خطيرة بسبب دعمها للوحشية الإسرائيلية. هذا كان واضحا بشكل خاص بعد عملية الرصاص المسكوب الإسرائيلية ضد غزة في 2008-2009. "ماكجوفرن" أثنى على ما جاء به "بيلار" وقال إن الحليف يكون عادة دولة ترتبط مع الولايات المتحدة بمعاهدة تتعلق بالشؤون الأمنية المتبادلة. بعد الحرب العربية-الإسرائيلية في 1973، اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل مثل هذه الاتفاقية، لكن إسرائيل رفضت لأن مثل هذه الاتفاقية ستتطلب أن تقوم إسرائيل بترسيم حدودها بشكل رسمي، وذلك كان سيجبر إسرائيل على: إما ضم الأراضي المحتلة أو التخلي عنها. "جيرالدي" أضاف من جهته إلى التقييمات "الاستخباراتية" إشارة مباشرة إلى دراسات مكافحة الإرهاب التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي، والتي بينت أن إسرائيل متورطة في أسوأ أعمال التجسس والتخريب الصناعي ضد الولايات المتحدة. معظم أعمال التجسس الصناعي الإسرائيلية مرتبطة بالمنتجات المتطورة تكنولوجياً في قطاع الدفاع الأميركي، وكثير منها تقوم إسرائيل ببيعها لدول لا يسمح لها بشراء هذه الأنظمة مباشرة من الولايات المتحدة. الصين أوضح مثال على الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الأميركية. "جيرالدي" قال إن الضابط السابق في مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي "جون كول" صرح علنا أن 125 تحقيقا عن أعمال التجسس الإسرائيلية ضد الولايات المتحدة تم إغلاقها من قبل وزارة العدل الأميركية بسبب ضغوط سياسية من إسرائيل واللوبي القوي الذي تملكه في الولايات المتحدة. اجتماع واشنطن لم تغطه الصحافة في المؤسسات الرسمية الأميركية، لكن هناك أصداء يمكن ملاحظتها في واشنطن الرسمية، والانفتاح من أجل نقاش شعبي طال انتظاره حول العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتم توسيعه الآن.