تسعى القوات العراقية التي أطلقت منذ ثلاثة أيام حملة واسعة في مناطق غرب الأنبار الى تغيير الحدود التي أحدثها «داعش» مع سورية بإعلانه «ولاية الفرات» في هذه المنطقة. وكانت هذه الحملة جزءاً من محادثات أجراها مستشار الأمن الوطني فالح الفياض مع الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس. إلى ذلك، اقتحم الجيش العراقي، الذي احتفل بعيد تأسيسه السادس والتسعين أمس، شمال الموصل للمرة الأولى منذ بدأ المعركة لاستعادتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، في هذه المناسبة، تحرير المدينة قريباً. ونقل الفياض رسالة شفهية من العبادي إلى الأسد شددت على «أهمية التنسيق بين البلدين في حربهما على الإرهاب، خصوصاً في المرحلة المقبلة»، على ما جاء أمس في بيان لمستشارية الأمن الوطني. وقال مقربون من الوفد الحكومي الذي رافق الفياض في زيارته دمشق إنه «بحث مع الأسد في العمليات العسكرية الجارية في الموصل، إضافة الى عملية الأنبار والحدود بين البلدين». وكان «داعش» استقطع نهاية عام 2014 بلدات القائم وعانة وراوة وعدداً من القرى المحيطة بها في محافظة الأنبار وألحقها بمدينة البوكمال السورية، وأعلن المنطقة ولاية جديدة باسم «ولاية الفرات»، في أول تغيير للحدود يجريه التنظيم. وأعلنت القوات العراقية استعادة سبع قرى يسيطر عليها «داعش» في الأنبار. وأوضح المقدم ناظم الجغيفي، قائد لواء «حديثة الصمود»، إن «الفرقة السابعة وعمليات الجزيرة وطوارئ شرطة الأنبار وأبناء الحشد العشائري حرروا قرى التيل والدوسة والأخضر ووادي عبيد والصفا وتل أصفر والجمس، وكلها تقع قرب حديثة وعانة»، غرب المحافظة. وأكد قائد الفرقة السابعة اللواء الركن نعمان عبد الزوبعي استعادة هذه القرى، وقال إن «القوات الحكومية وصلت الى مشارف الصقرة، جنوب شرقي عانة». وأفاد مصدر أمني بأن طيران التحالف الدولي شن غارات عدة أسفرت عن قتل سبعة عناصر من «داعش» بينهم مفتي التنظيم في منطقة 7 نيسان التابعة لمدينة القائم». وتزامن إعلان تقدم الجيش في الأنبار والموصل مع احتفاله بالذكرى 96 لتأسيسه. وقال العبادي إن قواته «طهرت ثلثي محافظة نينوى، والمعركة على الإرهاب في شوطها الأخير»، وأكد في بيان أن «الجيش يقف اليوم مع الشعب في خط الدفاع الأول عن العراق وكرامة شعبه وسيادته الوطنية ويتسابق ضباطه مع الجنود ويستشهدون قبلهم باندفاع بطولي قلّ نظيره في معركتنا على الإرهاب». أما معصوم فتوقع «تحرير الموصل قريباً جداً من قبضة عصابات داعش التي تسيطر عليها منذ نحو سنتين ونصف السنة، وسيكون (ذلك) درة تاج انتصار شعبنا على الإرهاب». ميدانياً، اقتحمت القوات العراقية شمال الموصل أمس للمرة الأولى، في إطار مرحلة جديدة شهدت عبور قوات خاصة أحد الأنهار في هجوم ليلي لم يسبق له مثيل. وقال ناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب الذي يتصدر معظم الهجمات إن قواته «حققت تقدماً ضد مسلحي داعش في حملة ليلية عبر أحد روافد دجلة». وأوضح صباح النعمان أن هذه «القوات استخدمت معدات خاصة ولجأت إلى عنصر المباغتة إذ إن العدو لم يكن يتوقع عملية في الليل لأن كل الحملات السابقة كانت تجرى نهاراً».