تحولت أسعار النفط للارتفاع مع تقليص الدولار مكاسبه أمام العملات الرئيسية، في ظل ترقب المستثمرين مزيداً من التفاصيل حول تطور إنتاج الخام لدى الولايات المتحدة. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» القياسي تسليم مارس بنسبة 0.9 في المئة إلى 57.40 دولاراً للبرميل، كما ارتفع خام «نايمكس» الأميركي تسليم فبراير بنسبة 0.85 في المئة إلى 54.22 دولاراً للبرميل. وجاء ذلك تزامناً مع استقرار مؤشر الدولار– الذي يقيس أداءه أمام سلة من العملات الرئيسية- عند 101.53 نقطة، وهو ما خفف الضغوط على السلع ومن بينها النفط. وكانت الأسعار انخفضت في التعاملات المبكرة وسط شكوك بألا يطبق بعض المنتجين تخفيضات الإنتاج التي جرى الإعلان عنها في مسعى لكبح تخمة المعروض العالمي. من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 26 سنتاً في تداولات الخميس ليبلغ 51.55 دولاراً مقابل 51.29 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الأربعاء الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وقال مسؤول كويتي في قطاع النفط أمس، إن الكويت العضو الخليجي في «أوبك» قلصت إنتاج النفط في يناير الجاري إلى نحو 2.707 مليون برميل يومياً لتصل إلى المستوى المستهدف لإنتاجها في إطار اتفاق المنظمة على خفض الإمدادات. وذكر محللون أن الأسعار الحالية تقترب من مستويات نقطة التعادل في موازنات الكثير من المنتجين بما لا يعطي مجالاً يذكر لزيادات كبيرة جداً ما لم تحدث حالات تعطل مفاجئة. وجاء التراجع بعدما زادت الأسعار في الجلسة السابقة عقب نشر تقارير عن خفض إمدادات السعودية وأبوظبي في إطار جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وكبار المنتجين المستقلين الرامية إلى الحد من تخمة المعروض العالمي. وأظهر مسح لـ«رويترز» نشرت نتائجه هذا الأسبوع أن إجمالي إمدادات «أوبك» في ديسمبر لم تنخفض إلا قليلاً لتصل إلى 34.18 مليون برميل يومياً من إنتاج معدل بلغ 34.38 مليون برميل يومياً في نوفمبر، واستند المسح إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر بالقطاع. وبينما قال تجار إن أسواق النفط تتلقى دعماً جيداً من التخفيضات المتفق عليها في الإنتاج لكنهم أشاروا إلى أنه ما زالت هناك شكوك في أن يلتزم جميع المنتجين التزاماً كاملاً بالتخفيضات المزمعة. وذكر فيريندرا تشاوهان محلل النفط لدى إنرجي أسبكتس في سنغافورة: «الكرة في ملعب أوبك لتطبيق التخفيضات المعلنة وإثبات خطأ المتشائمين». وكان مصدر خليجي مطلع قد أفاد بأن السعودية خفضت إنتاجها النفطي في يناير بما لا يقل عن 486 ألف برميل إلى 10.058 ملايين برميل يومياً منفذة بشكل كامل اتفاق منظمة «أوبك» لخفض الإنتاج. وبموجب الاتفاق وافقت السعودية على خفض إنتاجها بنحو 486 ألف برميل يومياً أو 4.61 في المئة من إنتاج شهر أكتوبر، الذي بلغ 10.544 ملايين برميل يومياً. وأظهر مسح لـ«رويترز» نشر أمس الأول أن إنتاج أوبك هبط 200 ألف برميل يومياً في ديسمبر الماضي بقيادة نيجيريا والسعودية. وقالت مصادر، إن «أرامكو» السعودية بدأت محادثات مع العملاء في أرجاء العالم حول تخفيضات محتملة تتراوح بين 3 و 7 في المئة في شحنات الخام لشهر فبراير في إطار سعيها لتنفيذ الاتفاق لكبح الإنتاج العالمي من النفط.