×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة ومدني #الحائط يبحثون عن فتاة اختفت بظروف غامضة

صورة الخبر

ودّعت الدبلوماسية السعودية يوم الثلاثاء الماضي علمًا من أعلامها الكبار، ونجمًا من نجومها المؤتلقة، ذلكم هو الأستاذ إسماعيل بن إبراهيم الشورى، وكيل وزارة الخارجية الأسبق للشؤون السياسية، وعضو مجلس الشورى السابق، الذي قدم لدينه، ثم مليكه ووطنه طيلة ما يزيد على الخمسة عقود عصارة خبرته السياسية والدبلوماسية، وكان -رحمه الله- ضمن كوكبة من رجالات الدبلوماسية السعودية التي يقودها رجل الدبلوماسية الأول، وأميرها سعود الفيصل -حفظه الله- والتي أضحت تتبوأ المكانة المرموقة واللائقة بالمملكة العربية السعودية، كبلد فاعل التأثير على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية. لقد كان الفقيد -رحمه الله- يتمتع بالعديد من الخصال التي من النادر أن تجتمع في شخص واحد، فهو السياسيّ والمفكر والأديب والمعلم والموجه والأخ والصديق، ولو أردنا الحديث عن كل خصلة من هذه الخصال لأفردنا لها الصفحات، وحسبي القول بأن المرحوم تتلمذ على يديه عدد كبير من سفراء المملكة السابقين، والحاليين، ومَن سيتولّى هذا المنصب في المستقبل القريب، حيث كان يوجّه ويشجّع ويعلّم الصغير قبل الكبير.. ولم يكن يتردد في توضيح كل ما هو متعلّق بأي موضوع، أو قضية قد تكون غير واضحة المعالم لدى البعض، وذلك لما كان يتمتع به مِن حنكة وخبرة طويلة في العمل السياسي والدبلوماسي. كما كان -رحمه الله- يتمتع بمهارة لغوية فائقة، ويظهر ذلك جليًّا عند مشاركته في إعداد الصياغة الخاصة بمعظم التوصيات والقرارات الوزارية التي يتم اعتمادها، سواءً على مستوى جامعة الدول العربية، أو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى. وفي الجانب الإنساني كان -رحمه الله- عطوفًا كريمًا تجاه كل مَن كان يطلب منه المساعدة والعون. وتجلّت محبة الناس للفقيد في الزيارات التي تكاثر فيها محبوه وأصدقاؤه عندما كان طريح السرير الأبيض في المستشفى التخصصي، وكذلك عند الصلاة عليه، ودفنه، وتقديم واجب العزاء لأسرته -رحمه الله- وقد شهد لفقيدنا الكبير كل من اقترب منه بالتواضع الجم، وعفة اللسان، ولم يكن يستنكف أبدًا -رحمه الله- عن إسداء النصح بكل شفافية، وطيب خاطر لمن يلتمس منه المشورة والمناصحة. ولعل من الخصال الجميلة التي كان يتمتع بها الأستاذ إسماعيل الشورى روحه المرحة، وتعليقاته الطريفة والتي كانت تضفي على من حوله السعادة والسرور، فحتى في أحلك الأوقات، وأشد ظروف العمل ضغطًا. لم تكن الابتسامة تفارق محيّاه.. وكان -رحمه الله- شغوفًا لسماع الأخبار أولاً بأول حتى آخر أيامه، وكنت دائمًا أنهل من معينه الذي لا ينضب، وبالأخص عندما يُحلِّل ويُشرِّح أي قضية، أو مسألة تتعلّق بالأحداث السياسية الراهنة سواء الإقليمية منها أو الدولية. وختامًا.. نسأل المولى العلي القدير أن يغفر ويرحم الفقيد، وأن يدخله فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه وذويه الصبر والسلوان، إنه سبحانه قريب سميع مجيب الدعاء. قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). * مستشار بوزارة الخارجية