الحربُ القادمة مع الإرهاب اقتصاديَّة، وليست عسكريَّة، هذه تكهنات بيوت الخبرة والدراسات الأمريكيَّة العريقة، وهو ما نراه واقعًا اليوم، فقد تحوَّلت الضربات الإرهابيَّة نحو المدنيين، لتصيب قطاع السياحة بالشلل، وتُفقد أصحابه مليارات الدولارات. تكرَّرت هذه الحوادث في عدد من العواصم الأوروبيَّة، ولكن أبرزها، حادثة مطعم ريتا التركي، الواقع على مضيق البسفور، حيث كان الأبرز دمويَّة، والأكثر احترافيَّة، ولازال موضوع الكشف عن الجاني محل جدل، وتكهنات من السلطات التركيَّة، التي تفاجأت بحجم العمليَّة، ودقَّة تنفيذها، واتِّساع ضررها، وتضاربت البيانات حول هويَّة مُنفِّذيها، أهو شخص، أم أكثر؟ وهل أتى من قرغيزستان، أو أوزبكستان؟ وهل هو متزوج أم أعزب؟ من الذي موّله؟ وكيف تلقَّى التدريب؟ وكيف لم يترك أثرًا، حتَّى وصل عدد المعتقلين 36 شخصًا. ومع ذلك وصلت للرئيس التركي عدَّة تعزيات، على رأسهم عزاء الرئيس الأمريكي أوباما، وأكبر قطاع سوف يتأثر سلبًا هو القطاع السياحي، بعد أن اجتذبت تركيا ملايين السياح عبر العالم، وعلى رأسهم مواطنو الخليج، وجاءت هذه الضربة بعد عدَّة ضربات إرهابيَّة مشابهة هناك، لتصيب السياحة التركيَّة في مقتل. طالما أن أكبر قطاع تأثَّر من الحادثة هو القطاع السياحي في تركيا، فالهدف كان ضرب السياحة التركيَّة، وبالتالي التأثير على اقتصادها، كما حصل في شرم الشيخ، حيث يترنَّح الاقتصاد المصريّ بشدَّة، أدَّى إلى تعويم الجنيه المصري بسبب انعدام وشُحّ الرحلات السياحيَّة إلى المنتجعات المصريَّة. لذلك سوف تستمر هذه الموجة لضرب السياحة أينما كانت، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا على الدول العربيَّة والإسلاميَّة، بحيث تتأثر اقتصاديَّاتها، وبالتالي تدخل هذه الدول في دوامة البطالة والفقر، وتضعف أمام العملات الأجنبيَّة. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات الحياة، تهبك دائمًا بفضل الله فرصة أخرى، هذه الفرصة تسمَّى (الغد).