اتفق المشاركون في الجلسة الثانية لمنتدى جدة الاقتصادي في ثاني أيامه أمس (الأربعاء) على ضرورة اصلاح بيئة العمل والمناخ الاستثماري للمساهمة في توفير آلاف الفرص الوظيفية للشباب، وأعلن المهندس خالد العوهلي نائب محافظ الهيئة العامة للاستثمار عن وجود (18) ألف مشروع حكومي خلال الفترة الحالية ستخلق ملايين الفرص الاستثمارية التي ستساهم في تسريع وتيرة التنمية في السنوات القليلة المقبلة. وحلمت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة لما السليمان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة عنوان «الحاجة إلى إصلاح بيئة العمل»، وتمحورت حول إمكانية إصلاح مناخ الاستثمار والعمل في القطاع الخاص لضمان خلق فرص وظيفية لشباب المستقبل، والأنظمة والسياسات والاجراءات وتأثيراتها وعلى النمو والمبادرين الجدد وأهمية استدامة النمو لتحسين الاقتصاد وخلق الفرص الوظيفية. وتحدث المهندس خالد العوهلي نائب محافظ الهيئة العامة للاستثمار عن جلب التقنية العالمية لاستخراج المقدرات الطبيعية في السعودية، وتأسيس الاقتصاد حيث بدأ بعد ذلك بناء الهيكل التنظيمي والعمل مع القطاع الخاص، وتطور اقتصاد المملكة في الخمسينيات والستينيات والدخول في الصناعات البتروكيماوية التي تطورت لتصبح أكبر الصناعات في العالم، واستمرار المملكة في سياستها الاستثمارية وجذب الاستثمارات، مشيراً أن الهيئة العامة للاستثمار تعمل على ثلاثة محاور: داخلي ومع الأجهزة الحكومية ومع القطاع الخاص، الذي يعمل على مساندة الأعمال الحكومية في توفير ما تحتاجه من خدمات، والتنسيق مع الأجهزة الحكومية لاستكمال تطوير بيئة الاستثمار في المملكة. وقال: إن السعودية تعطي أولوية كبيرة للقطاع الخاص وتشركه في دعم جهود التنمية، حيث ستشهد المرحلة المقبلة (18) ألف مشروع حكومي ستسهم في تحقيق تنمية كبيرة لدى القطاع الخاص الذي سيكون شريكاً أساسياً في تنفيذ هذا الكم الكبير من المشروعات، وتسعى مع الأجهزة الحكومية الأخرى في إيجاد بيئة استثمارية جاذبة بشهادة العالم، متمنياً أن ينظر القطاع الخاص إلى الفرص الاستثمارية التي تولدها المشروعات الحكومية لخلق فرص وظيفية تدعم الشباب. من جهته.. سلط معتصم المعشوق نائب رئيس تطوير الأعمال في أرامكو السعودية الضوء على مشاركة الشركة العالمية الكبرى في التنمية الاقتصادية والنمو الذي تشهده المملكة، وقال: إن الشركة تقدم فرصاً للمستثمرين وتدعم تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن 70% من موظفي أرامكو كانت أعمارهم تتخطى سن الـ35 في 2009، غير أنهم حالياً معظمهم تحت الـ35 سنة، وقال إن الشركة زاخرة بالكوادر الوطنية التي تصنع القرارات وتشكل مستقبل الشركة، لافتاً إلى المبادرات العديدة التي تقوم بها الشركة لدعم الشباب وتأهيلهم. وشدد على أن هناك الكثير من الفرص الداعمة التي تقدم لتطوير قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تعمل أرامكو على تهيئة المناخ المناسب لاستثمار الفرص وتبني الأفكار التجارية ودعم أصحاب المشروعات الخلاقة التي من شأنها تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير الإرشادات حول إجراءات تأهيل الموردين في أرامكو السعودية، ومعلومات عن الجهات التي تعمل في مجالات مماثلة، بهدف مساعدة الشركات الأجنبية على إقامة شراكات وفروع محلية لها في المملكة. في المقابل.. تحدث البروفيسور خافيير سالا مارتن من جامعة كولومبيا ومستشار الخبراء الاقتصاديين بمنتدى دافوس عن التنافسية كأحد عوامل التمكين المحفزة للاستثمار، والفرصة للتغير وجعل الاقتصاد أكثر تنافسية من خلال رعاية الإبداع والأفكار وعوامل تحقيق النجاح، وقال إن 92% من أفكار الأعمال تأتي من أشخاص عاديين، في حين 8% فقط تأتي من باحثين، لافتاً النظر إلى الحوافز المناسبة من أجل تطوير الأعمال والتفكير والعقلية التي تطور تلك القطاعات، وليس فقط قوانين الحكومة مشيراً إلى أن مقياس النجاح يتمثل في رؤية المشروعات الصغيرة التي تتحول إلى متوسطة والمتوسطة إلى مشروعات كبيرة. وأشار الشيخ حسن البنوي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البنوي إلى أهمية تكريس شراكة القطاعين الخاص والعام لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية وتهيئة المناخ للمستثمرين والمبادرين الجدد من خلال درء البيروقراطية والحد من التشريعات والإجراءات والأنظمة والقيود لاسيما تلك الخارجة من جهات عديدة وقال إن ما يحدث حالياً تأثيره كبير على عجلة التنمية الاقتصادية، مشدداً على أن التركيز على المناخ الاستثماري سيثمر عن وجود ثروات جديدة.