لمعت إيما ستون (28 سنة)، في الفيلم المأسوي «الخدم» من إخراج تيت تايلور وحازت مع زميلاتها جائزة تمثيل جماعية، إضافة الى ظهورها في أعمال كوميدية، مثل «أصدقاء بفوائد»، ودرامية مثل «بيردمان»، أو عاطفية مثل «حب مجنون وأبله»، أو أيضاً من نوع المغامرات الخيالية كفيلم «سبايدر مان المدهش». كما تقاسمت بطولة الفيلم البوليسي «عصابة» مع أحد أهم نجوم هوليوود وهو شون بين، إضافة إلى توليها بطولة فيلمين من إخراج السينمائي الكبير وودي آلن، هما «سحر في ضوء القمر» و «رجل غير منطقي». وترمز إيما ستون إلى الجيل الجديد من ممثلات هوليوود اللواتي يحرصن بشدة على نوعية الأفلام التي يظهرن فيها، وكذلك على صورة المرأة في هذه الأفلام، وذلك كله إضافة إلى موهبة درامية مميزة تسمح لهن بحصد الجوائز، وذكاء يحولهن إلى نساء أعمال، وجاذبية تجعلهن ينافسن عارضات الأزياء السوبر موديلز على عرش الجمال والأناقة. دار هذا الحوار بين «الحياة» وإيما ستون لمناسبة زيارة النجمة باريس بهدف الترويج لفيلم «لا لا لاند» من إخراج داميان شازيل، حيث تظهر أمام النجم ريان غوزلينغ، علماً أن مهرجان البندقية كرّمها في أيلول (سبتمبر) 2016 بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم. > حدثينا عن فيلم «لا لا لاند»؟ - يروي الفيلم حكاية امرأة شابة تقيم في لوس أنجليس وتطمح الى اقتحام هوليوود وبناء مستقبلها في التمثيل السينمائي. وهي تتعرف إلى شاب مثلها يحترف عزف موسيقى الجاز في النوادي الليلية ويحلم، بدوره، بالنجومية في دنيا الفن. وتنشأ علاقة غرامية قوية بينهما، إلا أن الصعاب المتتالية التي تعترض طريق كل منهما في محاولاته الوصول إلى النجومية، تسبب نشوب مشاكل بين الطرفين، من نوع الغيرة التي تنتاب أحدهما إذا حقق الآخر نجاحاً فنياً ما، ثم المقارنات المتعلقة بالناحية المادية التي يعيشها هذا بالنسبة الى ذاك، وأمور أخرى. ويحدث الانفصال المتوقع بينهما لكن الحكمة هي التي تنتصر في النهاية وتتحول العقبات إلى رباط يعزّز علاقتهما ويدفع بهما إلى خوض معركة مشتركة في سبيل النجاح. > هل اتفقت مع المخرج داميان شازيل المعروف بمزاجه الصعب، أثناء تصوير «لا لا لاند»؟ - نعم على رغم كونه صارماً إلى حد ما في تعامله مع الغير، لكن المهم في العملية هو حبه لمهنته وإخلاصه للعمل الذي ينجزه، علماً أن هذا الإخلاص بالتحديد هو سبب قسوته تجاه الذين يعملون تحت إشرافه، فهو لا يقبل الخطأ محبة في العمل الفني المتقن، ولا يجب أن ننسى أنه الرجل الذي أنجز فيلم «ويبلاش» أحد أبرز وأجمل أفلام العام 2014 والناجح عالمياً. > وماذا عن ريان غوزلينغ؟ هل كانت علاقتكما مشدودة مثل تلك التي تربط بين بطلي الفيلم؟ - لا، وأشكر السماء على ذلك وإلا لزادت الصعاب التي واجهناها خلال التصوير. لقد مثّلت إلى جوار غوزلينغ مرتين قبل «لا لا لاند»: في «عصابة» وفي «حب مجنون وأبله»، وقد سمح ذلك الأمر بتقوية علاقتنا، ثم أيضاً بتدعيم الثقة المتبادلة بيننا، وبالتالي اتفقنا على كل صغيرة وكبيرة تقريباً وساد الود علاقتنا أكثر من أي شيء آخر. > ما هي الصعاب التي تتكلمين عنها؟ - الغناء والرقص، بما أن الفيلم ينتمي إلى اللون الاستعراضي. وقد خضعنا، قبل بدء التصوير، لتدريبات يومية وشاقة، طوال ثلاثة شهور، بإشراف مدرب متخصص، علّمنا، أنا وغوزلينغ، كيف نستخدم صوتنا وكيف نتحرك بخفة وليونة. > أين تعلمت مهنتك في الأساس؟ - غيري تعلّم الفن في المدارس المتخصصة، بينما تعلمت أنا الغناء والدراما في حمّام بيتنا في لوس أنجليس. وأقصد أني كنت منذ صباي أغني الألحان المعروفة، مثل تلك الخاصة بفريق «سبايس غيرلز»، وهي كانت شائعة في فترة شبابي الأول. كنت أردد وأنا في الحمّام المقاطع المأسوية المأخوذة عن مسرحيات شكسبير الكلاسيكية، وكانت أمي تقف دوماً خلف الباب تتابع ما أفعل وتصحّح لي أخطائي في الأداء وفي نغمات الأغنيات. كانت صبورة معي، غير أنها آمنت كثيراً بموهبتي وبمستقبلي الفني. أعترف بأنني كنت صبية مدللة. > هل يعني ذلك أن الحمام كان مدرستك الفنية الوحيدة؟ - لا، أنا أبالغ بعض الشيء، بما أني تابعت أيضاً في سن المراهقة بعض الدروس في معهد الدراما في لوس أنجليس، لكن الحمّام بات مقر تعليمي الفني الأول. زوايا الكاميرا > ولكنها لم تكن المرة الأولى التي تمارسين فيها اللون الاستعراضي، أليس كذلك؟ - أديت دور البطولة في نيويورك في مسرحية «كاباريه» الاستعراضية طوال سنة كاملة تقريباً، وهي غنائية راقصة، وعلى رغم ذلك أؤكد لك أن الاستعراض أمام الكاميرا لا علاقة له بالمرة بمثيله فوق المسرح، ويتطلب مهارات مختلفة، مثل أخذ زوايا الكاميرا في الاعتبار وإعادة تصوير المشاهد مراراً بأساليب متغيرة. شعرت بأنني كنت أجرب الرقص والغناء للمرة الأولى مبتدئة من نقطة الصفر. أما ريان غوزلينغ فهو يمارس الرقص في فرقة تلفزيونية منذ سنوات طويلة، ما ساعده في إتقان دوره في الفيلم في وقت أقصر من ذلك الذي كنت أنا أحتاجه، وهو ساعدني كثيراً في التدريبات. > غير ريان غوزلينغ، أنت عملت إلى جوار شون بين في فيلم «عصابة»، فما هي ذكرياتك عن هذه التجربة؟ - شون بين هو من أكبر نجوم السينما في العالم، وأنا لم أعرف حين سمعت خبر حصولي على دور إلى جانبه إذا كان من المفروض أن أفرح أو أبكي أو أخاف أو غير ذلك، وفي النهاية عملت وفق نصيحة وكيل أعمالي الفنية التي تلخصت في تخيل شون بين وهو في بيته يحضّر لنفسه وجبة العشاء، مثل أي واحد منا، واكتشفت أنها طريقة جيدة تساعد على إعادة الأمور إلى مكانها وكذلك وضع الأشخاص في محلهم. ودار التصوير مع بين على ما يرام وعاملنا بعضنا بعضاً باحترام متبادل، لا أكثر ولا أقل، وهو ممثل عظيم وإنسان مهذب وهادئ وطيب القلب، وفق ما رأيته. جوائز الأفلام المستقلة > ما الذي يفسّر تخصصك في الأفلام المسماة مستقلة، فضلاً عن الأعمال الهوليوودية الضخمة، على الأقل في غالبية الحالات؟ - أهوى الأفلام التي تنتجها الشركات المستقلة التي لا علاقة لها بهوليوود وأفلامها الضخمة. هذا تقريباً كل ما في الأمر، غير ربما أنها تجلب لي الجوائز، مثلما هي الحال في شأن «لا لا لاند». > لنتكلم عن الجائزة بالتحديد التي حصلت عليها كأفضل ممثلة في مهرجان البندقية الأخير عن دورك في الفيلم المذكور، فماذا كان رد فعلك عند سماع اسمك في سهرة ختام المناسبة؟ - الدهشة كانت رد فعلي الأول، إلى درجة أني بقيت شبه مذهولة ثواني طويلة وعاجزة عن التحرك من مقعدي والصعود الى خشبة المسرح لتسلّم التمثال الصغير وتوجيه كلمات الشكر التقليدية في هذه الحالات. لكنني بعد انتهاء الصدمة عدت إلى حالتي الطبيعية مانحة الأولوية لعملي ولجهودي من أجل إتقانه أكثر من الجوائز التي قد تأتيني من ورائه. وتظل لحظة الفوز طبعاً محفورة في ذاكرتي في شكل إيجابي، مهما كان الأمر. > لكن هل صحيح أن الفائزة لا تعرف أنها فازت قبل لحظة الإعلان الرسمي عن الشيء؟ - أنا شخصياً كنت أعرف أنني مرشحة للفوز مع مجموعة من الممثلات العملاقات. أما عن النتيجة في حد ذاتها فلم أعلم بها إلا في لحظة الإعلان الرسمي عنها، مثلما تقول بنفسك، وهذا ما يفسر الدهشة التي ذكرتها. > ما هي هواياتك خارج نطاق عملك؟ - مشاهدة الأفلام وزيارة المعارض الفنية والقراءة، وخصوصاً الكتابة. إلا أني في الوقت الحالي مشغولة بتنفيذ أول فيلم روائي لي كمخرجة، وبالتالي وضعت هواياتي في ركن من عقلي لفترة غير محددة بعد. > ماذا عن مشروع توليك دور الساحرة الشريرة في فيلم للأطفال ستنتجه شركة ديزني؟ - المشروع أرجئ مراراً، وبالتالي أفضّل عدم التحدث عنه في الوقت الحالي.