وصفت الأمم المتحدة، أمس، انقطاع المياه عن 5.5 مليون نسمة في دمشق، بسبب المعارك الدائرة بين النظام السوري وقوات المعارضة، بأنها «جريمة حرب». وخلال مؤتمر صحافي في جنيف رأى يان إيغلاند، رئيس مجموعة العمل في الأمم المتحدة، حول المساعدات الإنسانية لسوريا، أنه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع. وأضاف: «نريد التوجه إلى هناك والتحقيق فيما حدث، لكن قبل كل شيء نريد إعادة ضخ المياه». وأوضح أن «أعمال التخريب والحرمان من المياه جرائم حرب، لأن المدنيين يشربونها، ولأنهم هم الذين سيصابون بالأمراض في حال لم يتم توفيرها مجددا». ومنطقة وادي بردى تقع على بعد 15 كلم شمال غربي دمشق وتسيطر عليها المعارضة، وفيها الموارد الرئيسية لتزويد العاصمة وضواحيها بالمياه. ويتهم النظام المعارضة بـ«تلويث المياه بالديزل» وقطعها عن دمشق، في حين تؤكد فصائل المعارضة أن قصف القوات السورية وحلفائها أدى إلى تدمير شبكة المياه. وتتفاقم معاناة سكان دمشق جراء انقطاع المياه منذ أسبوعين، مع استمرار المعارك في وادي بردى، خزان مياه العاصمة، ما يهدد الهدنة الهشة التي دخلت الخميس يومها السابع برعاية روسية تركية. ومع استمرار المعارك التي تشمل غارات تنفذها قوات النظام على وادي بردى، يعاني أربعة ملايين شخص في دمشق، وفق الأمم المتحدة، من انقطاع المياه منذ أسبوعين. وتقول ريهام (49 عاما)، وهي موظفة تقيم في حي مشروع دمر في دمشق، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم أتمكن من الاستحمام أو غسل حاجياتي منذ أسبوع جراء نقص المياه». وتضيف: «أفضل توفير المياه المتبقية في الخزان التي توشك على النفاد، من أجل الاستخدامات الضرورية اليومية». ويشكو مهند (53 عاما) بدوره من ارتفاع أسعار عبوات المياه المعدنية بعد انقطاع المياه. ويوضح: «أشتري اليوم صندوق المياه المؤلف من ست عبوات سعة لتر ونصف اللتر مقابل ألف ليرة سوريا (دولاران)، علما بأن سعره الرسمي محدد بـ650 ليرة». ويقول: «هذا مصروف لم يكن بالحسبان، ويضاف إلى غلاء المعيشة». ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الأول بغياب أي دور أميركي، بشكل رئيسي التنظيمات المصنفة «إرهابية»، خصوصا تنظيم داعش. وتقول موسكو ودمشق إنه يستثني أيضا جبهة فتح الشام، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة. ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة، بسبب وجود فتح الشام ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة، أبرزها محافظة إدلب (شمال غربي) أبرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي. وأفاد المرصد السوري، أمس، بمعارك متقطعة في وادي بردى بعد ليلة تخللتها «عشرات الضربات الجوية على أنحاء عدة في المنطقة، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي تسبب بمقتل عنصر من الدفاع المدني».