×
محافظة مكة المكرمة

ضبط مورد اتصالات مارس الاحتكار

صورة الخبر

في إحدى المسابقات الفنية رشح النقاد المركز الأول إلى فنان رسم الموناليزا طبق الأصل خلال فترة وجيزة رغم أن الدهشة كانت في الرسومات الأخرى؛ وهذا أحبطني في الحقيقة لأن العبقرية ليست في السرعة أو الدقة في التقليد، من وجهة نظري الخاصة أن العبقرية هي الخروج عن الإطار بطريقة تجعل الصورة أفضل في كل مرة يتسع بها الإطار أو يضيق لأن الحدث أصلاً خارج الصورة نفسها والمعنى هو معنى واحد. الموناليزا هذه اللوحة التي أدهشت الجميع وقال عنها الإيطالي ليوناردو دافنشي إنها أفضل وأحب رسوماته، هي من أوائل الصور الشخصية التي رسمت في بداية القرن السادس عشر وموجودة الآن في متحف اللوفر - قاعة الدول معلقة على الجدار الشمالي الغربي ومرسومة على خشب الحور رسمها دافنشي بأسلوب صعب للغاية اسمه سفوماتو أو الدخاني كان أفضل من استخدم هذا الأسلوب، حيث جعل من تفاصيل هذه اللوحة تتلاشى وتتداخل مع بعضها البعض، ملأى بالحياة الغامضة لم ينظر إليها أحد وكأنها غير حقيقية، دقيقة التنفيذ رغم أنها تظهر وكأنها تخفي شيئاً ما وهذا أحد الأسباب وراء تخليدها، الناس تحب الغموض والتخمين وتكره الوضوح بصورته الكاملة التي يتاح لك بها المعرفة دفعة واحدة، فيقال إن دافنشي رسمها مرتين واستخدم عارضين لرسمها أحدهما امرأة والعارض الآخر رجل وقد يكون دافنشي نفسه هو العارض الآخر فقد عرف عنه حب المزاح. أحد أسباب ابتسامة الموناليزا هو أن السيدة ليزا رفضت أن تبتسم، نعم.. ابتسامتها التي سيطرت على خيالنا أكثر من خمسمائة عام أستعان دافنشي بعارض آخر لأجل أن تحدث وأضاف بعض التفاصيل الأخرى من خياله، ومعتقداته الخاصة، حيث جعل الموناليزا تبدو أكبر من جهة واحدة وذلك عن طريق رسمه لخط الأفق في اليسار أخفض بكثير من جهة اليمين، ومن المعروف أن الجهة اليسرى ترمز إلى الأنثى والجهة اليمنى للرجل، لقد كان دافنشي يؤمن بالتوازن بين الذكر والأنثى، وأن الروح البشرية لا يمكن لها أن ترتقي إلا بوجود العناصر المذكرة والمؤنثة به، أي أن الموناليزا رسالة سامية إلى الجنسين معاً في الوقت نفسه ولذلك خُلدت بأبدية بسيطة وعميقة في قلب هذا العالم.