×
محافظة المدينة المنورة

“المتسوق الخفي” يترصد المتقاعسين في مرافق الشؤون الصحية بالمدينة

صورة الخبر

في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة تعرض الموجودون في ملهى أو مطعم «رينا» في إسطنبول الآسيوية إلى هجوم مسلح، تسبب في مقتل 39 وجرح 69، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم. وقد دار لغط كثير حول هذه الحادثة، من حيث تسمية المكان أو الحكم على الضحايا، والدخول في النيات. وأود توضيح بعض المسائل المتعلقة بهذه الحادثة ومنها: أن مكان الحادث هو عبارة عن مطعم ومقهى وفي أحد جوانبه ملهى ليلي. وأن أغلب من كتبوا عن مكان وقوع الحادثة على أنه ملهى ليلي إنما استندوا على ما صرحت به جميع وسائل الإعلام دون استثناء بأن الملهى الليلي هو الذي تعرض للهجوم. الأمر الآخر: يتعلق بالضحايا، فهؤلاء القتلى والجرحى ومنهم عرب وخليجيون لا يمكن أن نحدد أو نجزم من كان منهم في المطعم ومن كان في الملهى، وعلم ذلك عند السلطات التركية. الأمر الثالث: سواء كان أولئك الضحايا في الملهى أو المطعم فبلا شك أن قتلهم لا يجوز شرعاً، فالإسلام الذي حرم قتل الذمّي المعاهد فمن باب أولى قد حرّم قتل المسلم ولو كان عاصياً أو فاجراً، إلا وفق حدود الله التي شرعها. الأمر الرابع: أن الحكم على مصير الناس ليس بيد أحد من المخلوقين، وإنما عاقبة الناس ومآلهم يوم القيامة علمه عند الله تعالى وحده، فلا نحكم على إنسان بذاته بجَنّة أو نار. وقد صح في الحديث أن رجلاً صالحاً قال لصاحبه العاصي: والله لا يغفر الله لك، فقال الله تعالى «من هذا الذي يتألّى عليّ» فأحبط الله عمله، وغفر للمذنب. الأمر الخامس: أن من الناس من أخذ بالمقارنة بين ترك الصلاة وقتل الناس، واعتبر أن ترك الصلاة أعظم، ولا ندري ما المناسبة أو الداعي لمثل هذا القول! لكن من المعلوم أن ترك الصلاة ذنبٌ بين العبد وربه، وأما القتل ففيه اعتداء على المخلوقين، ولا يغفر الله تعالى ذنب القاتل إلا بعفو المقتول يوم القيامة. الأمر السادس: أن الاعتداء على الناس وترويعهم وقتلهم جريمة مستنكرة ومستهجنة سواء كانت في مسجد أو ملهى أو كنيسة. الأمر السابع: أن الإنسان منّا لا يعلم متى وأين تكون وفاته «وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت» لذلك يدعو الإنسان ربه ويسأله دائماً حسن الخاتمة. الأمر الثامن: أن حقيقة «داعش» اتضحت أكثر بعد عملياته الإرهابية في تركيا والمملكة العربية السعودية الشقيقتين، حيث أخذ باستهداف بلاد إسلامية تدافع عن المسلمين وحقوقهم، في الوقت الذي سلمت منها دول يزعم «داعش» بأنها دول كفر وضلال، وأنها دول معتدية على الشعوب الإسلامية! الأمر التاسع: ينبغي ألا نستغرب هذه الجرائم الإرهابية من «داعش» وأتباعه، فمن لم يراعوا قدسية المسجد النبوي، وقاموا بعملية انتحارية قرب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، لن يتورعوا عن القيام بعمل إرهابي في ملهى أو كنيسة. الأمر العاشر والأخير: لما عجز المتآمرون عن إسقاط الرئيس «أردوغان» والحكومة التركية بانقلاب عسكري فاشل، أو بإحداث أزمات اقتصادية، لجأوا إلى أذنابهم من «داعش» وغيره ليعلنوا تركيا دولة مستهدفة لجهادهم المزعوم! ستبقى تركيا شامخة عزيزة منصورة بإذن الله، وسيخيب رجاء المتآمرين، ونقول للرئيس والحكومة والشعب التركي الشقيق «وإن تصبِروا وتتّقوا لا يضُرّكم كيدُهُم شيئاً إن الله بما يعملون محيط». Twitter: @abdulaziz2002