الطفل بحاجة للتنوع في حياته، لا يكتفي بالأسرة وحدها لتزداد مهاراته وينمو إثراءه المنطقي واللفظي، فهو بحاجة ماسة أيضا لبيئات متنوعة ليرى ويوازن ويتعلم. حين يخرج طفلك الصغير للعالم بأسره سيرى أشياء غريبة يندهش لها وطريقة تعامل بها. وهذا يكتسبه من غير أهله. مثلا وهي قصة واقعية سردتها للفكاهة لا للعظة والعبرة، منها اكتشفت كيف يعبر الطفل عن الاختلافات التي يحسها ويستشعرها في خضم اختلاطه بالآخرين من غير بيئته.. في بعض البيئات ينشأ الأولاد على التهذيب والرقي وتعلم الفضائل والألفاظ الجميلة فلا ينطق إلا خيرا، وفي أكثر البيئات يسب الصغار ويشتم بعضهم بعضا حين يتشاجرون فيقول مثلاً حمار، جحش، وهكذا أكرمكم الله، وعندما يذهب الأولاد للمدرسة ويختلطون بأقرانهم يتعلمون مما هب ودب من ألفاظ وحركات سوقية، وغير المهذب من المنطق في اللفظ، وأحيانًا يستنكره وأخرى حسب البيئة والمحيطين به فتتضايق الأمهات المهذبات من هذا الإسفاف يومها قررت الأمهات وضع حد له. وأصبحت أي أم تسمع هذا الإسفاف حين يردده صغارها ومراهقيها تغضب منهم وتنهرهم وتقول: بتصميم وقليل من حدة أنا لا أسمح بقول هذه الألفاظ البذيئة في بيتي فلا تعدها مرة أخرى حتى لو كانت بينك ونفسك عندما اعتادوا على ذلك واستنكروا تلك الاسفافات والإسقاطات قالت وحدة من البنات في حزن شديد وأسى مساكين الحيوانات كل اسمائهم بذيئة ثم عاودت السؤال ولكن يا أمي: كيف يا أمي نفرق بين الحيوانات؟ وكيف نتعرف على بيئاتهم وطعامهم ونحن لا نستطيع ذكر اسمائهم ؟! وبعد حيرة اتصلت بي تلك الأم وقد غشيت من كثرة الضحك قلت لها: وأنا أشد ضحكا منها أن الله خلق لنا الحيوانات نتعرف على طعامها وشرابها وبيئتها لأنها هي أسماؤها التي عرفت بها وليست أسماءنا ننعت بها الآخرين ونحن في قمة غضبنا. ودعتني شاكرة. سحر يؤثر : من الطرق المفيدة استعمال الكلمات المبعثرة المختلطة وترك ترتيبها للطفل حيث يطلب منه إعادة ترتيبها لتشكل له جملة أو أكثر وتكون بأكثر من صيغة حسب سنه. لا ينبغي العيش في بيئة محصورة خوفا من انكماش خيالهم وفقر إبداعهم. الخسوف والكسوف الرباني يساعد الطفل على التفكر في آيات الله لأنها عبر ومواعظ. * مدرب ومستشار معتمد من المجلس العربي عضو هيئة الأمم المتحدة. * مدرب ومستشار معتمد لإزالة المشاعر السلبية. dr.saharrajab1@hotmail.com