القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول انتقلت الحكومة الإسرائيلية، من معارضة مؤتمر السلام الدولي الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية، باريس، منتصف الشهر الجاري إلى السعي لإفشاله. سبب هذا التحول، هو إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "هناك مؤشرات على أنه ستكون خلاله محاولة لتحويل القرارات التي سيتم تبنيها في هذا المؤتمر، إلى قرار آخر في مجلس الأمن". وفي لقاء له قبل يومين في القدس الغربية، مع السفراء الإسرائيليين في اوروبا، أشار بحسب نص تصريحاته التي أرسل مكتبه نسخة منها لوكالة الأناضول، الى أن "هذه المؤشرات والدلالات ليست بقليلة". وكانت فرنسا قد أعلنت عزمها عقد المؤتمر الدولي للسلام، في الخامس عشر من الشهر الجاري بمشاركة 70 دولة للبحث في إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية على أساس حل الدولتين. وقال مسؤول فلسطيني كبير لوكالة الأناضول:" بسبب رفض إسرائيل المشاركة في المؤتمر فإن باريس تتجه لعقده دون مشاركة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي". وأضاف:" لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يتجه لدعوة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى الاجتماع معه في باريس قبل المؤتمر او بعده". وتابع، المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه:" سواء جاء نتنياهو إلى باريس أم لا فإن الرئيس عباس سيذهب إلى هناك للقاء الرئيس الفرنسي، وجار العمل على ترتيب موعد اللقاء". ولكن إسرائيل، التي ترى أنها تلقت ضربة كبيرة بموافقة مجلس الأمن الدولي على القرار 2334 الذي يدين الاستيطان ويدعو إلى وقفه، تخشى قرارا آخر بعد مؤتمر باريس. ومبعث الخشية الإسرائيلية، هي مشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر باريس، بعد خطابه الأخير الذي أدان فيه الاستيطان، وحدد 6 مبادئ لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة الأناضول:" تخشى إسرائيل أن يتجه مؤتمر باريس إلى اعتماد هذه المبادئ في بيانه الختامي، ومن ثم المسارعة إلى إقراره في مجلس الأمن". وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه:" جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن ستشارك في مؤتمر باريس، ولذلك فإن اعتمادها القرار في مجلس الأمن لن يحتاج إلى صيغ ومشاورات كتلك التي تجري عادة في مجلس الأمن قبل المصادقة على القرارات". ويجري حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العشرين من الشهر الجاري، ما يعني وجود 4 أيام أمام إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما يمكنها خلالها أن تصوت لصالح هكذا قرار في مجلس الأمن. وإزاء ذلك فقد قال تقرير إسرائيلي، إن الحكومة الإسرائيلية استنفرت سفرائها حول العالم لإقناع الدول بعدم المشاركة في مؤتمر باريس. ونقلت صحيفة "الجروزاليم بوست" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الخميس، عن مسؤول إسرائيلي لم تحدد اسمه "نطلب من الدول عدم المشاركة في هذه المهزلة". وأضاف:" نحن نقول إنه غير مثمر وإنه ينبغي على هذه الدول أن تنظر في أفعالها". وتابع المسؤول الإسرائيلي:" نحن لا نهدد أحدا من أجل عدم الذهاب ولكننا نقول إنه ضار بالعملية السياسية". وبالمقابل فإن فلسطين تعمل بجد من أجل تشجيع الدول على المشاركة في مؤتمر باريس. وقال دبلوماسي فلسطيني لوكالة الأناضول:" نقول للدول إن هذا المؤتمر هو فرصة من أجل الحفاظ على حل الدولتين وحمايته ". وفي هذا الصدد، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس، على أهمية مؤتمر باريس، لإنقاذ "العملية السياسية من خلال وضع آلية دولية وجدول زمني للتنفيذ". ونقلت عنه الوكالة الفلسطينية الرسمية (وفا) تأكيده لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشير، الذي التقاه في رام الله، على "ان الجانب الفلسطيني يبدي التعاون مع الجانب الفرنسي لإنجاح المؤتمر الدولي". وكانت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية توقفت في شهر إبريل/نيسان 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والافراج عن معتقلين قدامى في السجون الإسرائيلية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.