دبي: أمين الجمال نظم اتحاد أدباء الإمارات، مساء أمس الأول، ندوة في المكتبة العامة بدبي، بمناسبة يوم جلوس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتحدث خلال الندوة التي قدم لها الإعلامي والشاعر خالد الظنحاني الدكتور يوسف الحسن، الكاتب والمفكر والدبلوماسي السابق، وكلثم عبد الله، الشاعرة وسيدة الأعمال، والطفلة مهرة البلوشي، التي وصفها صاحب السموّ نائب رئيس الدولة بملكة الأطفال. وتناولت الندوة الإنجازات التي تحققت في الدولة، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، منذ أن تولى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الحكم في إمارة دبي، في الرابع من يناير عام 2006. قائد استثنائي وافتتح خالد الظنحاني الندوة بالقول: إن الحديث عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ليس بالأمر السهل، خصوصاً أنه يمثل استثناءً بين القادة بإنجازاته، وطموحاته، ونظرته للمستقبل، داعياً الطلبة إلى قراءة سيرة سموّه والتعلم منها؛ لأن ذلك سيحدث فارقاً كبيراً في حياتهم، حين ينهلون من معين الحكمة والقيادة والفروسية والشاعرية. وألقى الظنحاني قصيدة تحدث فيها عن خصال سموّه، وكان من بين أبياتها: حَرَثْت البَحر في الأرضِ وتِمَدّدْ وحَرَثْت الأرض يا بَحر السّلامة نَصاكَ المركز الأول وتَمْتَمْ حِكاية عِشقْ في دُنيا الكرامة حَفَظْك الله يا محمّدْ وصانَكْ ودامَك نَبْض للشعب ودَعامَة مدرسة زايد وراشد وفي كلمته التي ألقاها خلال الندوة، حدد الدكتور يوسف الحسن، خصالاً عدة اتسمت بها شخصية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، موضحاً أن الحاضر الأكبر في رؤية سموّه هو منهج وفكر ومواقف المغفور لهما بإذن الله تعالى؛ الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد، وما امتلكا من ريادة وإرادة وروح التحدي، كما تعلم سموّه منهما البعد الإنساني والرؤية، وتدبير الحكم، وحسن إدارة الموارد، وتوظيفها لمصلحة الناس. وأضاف أن سموّه، آمن بأن ما تحقق من إنجازات في الإمارات مرده امتلاك الإرادة للفعل بدلاً من الكلام، وإدراك أفضل الممارسات في العالم، والتعلم من التجارب الناجحة، والبحث المستدام عن الأفكار والحلول المبتكرة والتغيير، لافتاً إلى أن تلك الخصال أحدثت نقلة نوعية في دولة الإمارات بشكل عام، وفي إمارة دبي على وجه الخصوص، ما أذهل العالم، وأدهش كل من زار الدولة أو سمع عن منجزاتها، فبات سؤال الناس للإماراتيين أينما حلوا عن سر هذه الإنجازات العملاقة على جميع الصُعُد، وما حققته من مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية وريادة الأعمال، متفوقة في معظمها على دول متقدمة، وهذا ما حدا بشخصية كبيرة بقامة المرحوم محمد حسنين هيكل، أن يسأل سموّه، في لقاء جمعهما قبل عامين عن سرّ تفوق الإمارات ودبي. وأشار د. الحسن، إلى أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أجاب عن هذا السؤال بالقول: ليس هو النفط الذي لم نعرفه إلا في عام 1969، وظل لسنوات سعره لايتجاوز دولارين للبرميل، وأقصى ما وصل إنتاجه في دبي هو 400 ألف برميل، ليس هو البحر، وكل دول الخليج تطل على البحر، وليست الشواطئ الرملية الموجودة عند الجميع؛ إنهم الناس، وتوظيف مهاراتهم وقيادة متفائلة، مصرة على النجاح، ولها رؤية وإرادة للتغيير. شغف بالمستقبل وتناول ملامح عدة لنهج سموّه ورؤيته؛ فسموّه صاحب رؤية استشراقية وشغف بالمستقبل، ففي نهجه التنموي والريادي وسباق التميز يحمل دوماً هذه الرؤية، ويطمح إلى أن تكون الإمارات مركزاً عالمياً للإبداع والريادة، والتجارة والخدمات، والمن والأمان، ودائماً سموّه متفائل بالمستقبل، ومصدر هذا التفاؤل نجاح تجربة الاتحاد، وهذا التطلع للمستقبل يؤكده قول سموّه: عشنا في الماضي ما يكفي، ونريد الآن المستقبل. فلنخطط للمستقبل. كما أنه اعتمد نهج إعادة صياغة مفهوم الحكومة، حيث يعمل سموّه لكي تتفوق الحكومة ومؤسساتها على البنوك والقطاع الخاص، في دقة الإجراءات، وعلى الفنادق في حسن الاستقبال، فضلاً عن رؤية سموّه لمفاهيم القيادة وبناء القيادات، فالقائد عنده هو من يدرك ويعي طبيعة التحولات وعمق آثارها، وسموّه كذلك صاحب رؤية للتغيير في المناهج والتدريب والإدارة وعمل الحكومة والتفكير. وأكد سموّه ذلك بقوله أمام المنتدى الاستراتيجي العربي في ديسمبر 2004: بيدنا، لابيد غيرنا، يتحقق الإصلاح والتغيير. وختم بقوله: ينظر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، إلى برج خليفة ليس أطول بناء في العالم، وإنما عملاً وطنياً ورمزاً للتغيرات العالمية الجديدة، مضيفاً أنه مما يدعو إلى الفخر ما تحقق من إنجازات على جميع المستويات، ومنها الجانب الفضائي، حيث أضحت الدولة تمتلك أكبر مشروع فضائي في المنطقة، تصل نسبة المواطنين خريجي الجامعات المحلية، العاملين فيه إلى 95%، ونسبة النساء إلى 40%، ونسبة النساء في فريق مكتب سموّه 85%. إنسانية قائد وتحدثت كلثم عبد الله، عن الجانب الاجتماعي والإنساني عند صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، موضحةً أنها عملت على مدى 13 عاماً في ديوان الحاكم بدبي، حيث اختيرت لتأسيس وحدة مختصة بشؤون المرأة مكتب الخدمة الاجتماعية لشؤون المرأة في ديوان الحاكم، منذ 1991 حتى 2005. وذكرت أن دعم سموّه، ووقوفه إلى جانب المرأة، غاية في النبل وسرعة اتخاذ القرار، مشيرة إلى أن من بين الحالات التي تعرضت لها، وكانت تحتاج إلى قرار عاجل من سموّه، أن امرأة طلقها زوجها، وأخرجها وأبناءها بينهم طفل معاق من البيت، فأتت الديوان باكيةً، ولا تدري أين تذهب، ولا أين تبيت وأبناءها. ملكة الأطفال عبرت الطفلة مهرة الشحي ملكة الأطفال، ببراءتها عن حبها لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ورددت كلمة سموّه أنا وشعبي نحب المركز الأول، ونسعى أن نكون في المركز الأول عالمياً، كما ألقت أبياتاً شعرية في حب سموّه، وتدعو له وللإمارات.