×
محافظة المنطقة الشرقية

"المرأة العجيبة" تخرج من أفلام باتمان إلى معركتها الخاصة

صورة الخبر

تبوك 06 ربيع الآخر 1438 هـ الموافق 04 يناير 2017 م واس نوه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس, ببرنامج "أسرة آمنة" الذي يأتي ضمن فعاليات ملتقى "دور المسجد وأهميته في حماية الأسرة" ودشن فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك, ونظمته وزارة الشؤون الاسلامية ممثلة بفرعها بالمنطقة ويستمر لمدة اسبوع , مؤكدا أن الأسرة تُعدُّ اللبنة الأولى في بناء كيان الأمة، والنواة الكبرى في تشييد حضارتها، و بنجاحها تقاس سعادة المجتمع". وأضاف معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية " أنَّ عنوانَ تقدُّم الأمَمِ وفَخارِها، ومبعَث أمنِها وأمانها واستقرارِها، مرهونٌ بسلامة عقولِ أفرادها، ونزاهةِ أفكار أبنائِها، ومدَى ارتباطهم بمكوِّنات أصالتِهم وثوابتِ حضارتهم، وانتظامِهم منظومتَها العقديّة والفكريّةَ ونوعيّتَها الثقافيّة والقِيَميّة، ومن محاسنِ شريعتِنا الغرّاء أنها جاءت بحفظِ العقول والأفكار، وجعلت ذلك إحدَى الضرورات الخمس التي قصدَت إليها في تحقيقِ مصالح العباد في أمورِ المعاش والمعاد، كما جاءت بحِفظ الأمنِ للأفرادِ والمجتمع والأمّة. وشدد معاليه على أهمية الأمن عموماً والأمن الفكري خصوصاً، واصفاً إياه أنه بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى، فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه، وأما إذا تلوَّثت أفكارُهم بمبادئَ وافِدة ومناهجَ دخيلة وأفكارٍ منحرِفة وثقافاتٍ مستورَدَة فقد جاس الخوفُ خلالَ ديارهم وحلَّ بين ظهرانَيهم، ذلك الخوف المعنويّ الذي يهدِّد كيانهم ويقضِي على مقوِّماتِ بقائهم؛ لذلك حرصت شريعتُنا الغرّاء على تعزيز جانِبِ الأمن الفكريّ لدى الأفراد والمجتمعِ والأمّة، وكان لها قَصَب السبقِ في ذلك عن طريقِ تحقيق وسائلَ متعدِّدة أسهمَت في حمايته والحفاظِ عليه من كلِّ قرصَنَة فكريّة أو سَمسَرة ثقافيّة أو تسلُّلات عولميّة تهزُّ مبادئَه وتخدِش قِيَمه وتمسّ ثوابته. وأضاف إنَّ من أهم مجالات الأمن الفكري التي تستدعي اهتماماً بالغاً وعناية فائقة: مجال الأمن الفكري المتعلق بالأسرة، وما ذاك إلا لأن الأسرة تُعدُّ اللبنة الأولى في بناء كيان الأمة، والنواة الكبرى في تشييد حضارتها، بنجاحها تقاس سعادة المجتمع، وبفشلها وسيرها في مزالق الضياع ومهاوي الرَّدى يقاسُ إخفاقُ المجتمع وتَقهقرُ الأمة، كما تعتبر الأسرة المسلمة القاعدةَ الصلبة، والأرضية الخصبة؛ لتنشئة الأجيال وتربية الرجال، وهي الخلية التي إذا صلحت صلحت الأمة كلها، وإذا تصدَّع بنيانها، وتزعزعت أركانها، ساد فيها الشقاق والنـزاع؛ وتحدَّرت الأمة إلى أودية سحيقة من الخراب والضياع، وأفرزت أجيالاً لا تعرف هدفاً، ولا تسمو لغاية، ولا تقدم لمجتمعها نفعاً وإصلاحاً. ولفت معاليه إلى أنَّ الأسرةَ المسلمة تعد أعظم مدرسة إيمانية وأقوى حصن تربوي منيع يتم فيه إعداد الأولاد ذكوراً وإناثًا على تقوية الإيمان والتحلي بالاستقامة الفاضلة والسلامة من الزيغ والانحراف ورُقيّ السلوك وتهذيب الأخلاق، كما تعدّ الذرية الطيبة المؤمنة من أعظم نعم الله على عباده، ومبعث السرور والطمأنينة لعلومهم، ولهذا امتنَّ الله على عباده المؤمنين بنعمة الذرية الطيبة المباركة التي يسعدون بصلاحها واستقامتها، ومنافعها في الدنيا والآخرة، مستشهداً بقوله سبحانه وتعالى : {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}. وأكد معالي الرئيس العام أنه انطلاقاً من مسؤولية الزوجين المشتركة في تربية أولادهما على تقوى الله وبر الوالدين والاستقامة الخُلُقية ووقايتهم من الضلال الفكري والانحراف السلوكي والفساد الاجتماعي التي تعاني من أخطارها المجتمعات في القديم والحديث، فقد جاءت وصية الهادي البشير ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ للوالدين بواجب تحمُّل المسؤولية الكاملة والرعاية الشاملة لأولادهما، فعن عبدالله بن عمر ـــ رضي الله عنهما ـــ، أنه سمع رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته"، ويؤكد الرسول المرِّبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ على أهمية رعاية الأسَر لأولادهم منذ نعومة أظفارهم، وعظم تأثيرها في حمايتهم من الضلال والانحراف، فعن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعا، هل تحسون فيها من جدعاء". وأبان أن من أعظم الركائز لتحقيق الأمن الفكري الأسري: الرعايةَ الإيمانية للأبناء والبنات في غرس العقيدة الصحيحة الصافية والشعور بخشية الله تعالى، ومراقبته والاستعانة به وحده، ثم تعويدهم على أداء العبادات والإخلاص فيها ومراقبة الله تعالى، ثم يأتي واجب الرعاية الفكرية والثقافية النافعة، والاهتمام بالتربية السلوكية والنفسية، وذلك من خلال برامج عملية تهدف إلى تعزيز الجانب البنائي للأمن الفكري لدى الناشئة، مثل: ربطهم بحلقات العلم ودروس العلماء، وبالصحبة الصالحة، ثم العناية بالبرامج الوقائية مثل: تعريفهم بالأفكار الخاطئة والآراء المنحرفة، والوقاية من قرناء السوء، ومن أضرار الفراغ، وحمايتهم من البرامج الفاسدة والمخططات الحاقدة، والعمل على التنشئة الاجتماعية الصالحة، المبنية على منهج الوسطية والاعتدال، مع التأكيد على أهمية القدوة الحسنة، وإشاعة ثقافة الحوار مع الأولاد، وثقافة التسامح، وحبّ الوطن والمحافظة على مكتسباته. واختتم معالي الدكتور عبدالرحمن السديس تصريحه سائلا الله سبحانه أن يحفظ لنا عقيدتنا وقيادتنا، وبلادنا ورخاءنا، وأمنَنا وأماننا واستقرارنا، ويحمي أبناءنا وبناتنا من الانحراف والفساد والضلال، ويكفيهم شرورَ الفتن كلها، ما ظهر منها وما بطن. // انتهى // 18:30ت م spa.gov.sa/1577528