حول هذا أدندن أعني التحقيق بعد كوارث تَقع وتـُوقع ضحايا حقيقيين أو افتراضيين من أي جهة حكومية أو خاصة في حق فرد وجماعات، لا بأس إذا كان التحقيق نزيهاً وفورياً فأهلاً به ولو أن الأمور يستحيل أن تعود لطبيعتها، نسمع ونقرأ كثيرا هذه الأيام عن الوزير يَعُد بفتح تحقيق في الواقعة المؤسفة! المدير يعد بفتح تحقيق في تلك الكارثة الإنسانية، الجهة الفلانية تعد بفتح تحقيق صارم مع جميع المتسببين محاولة منع أسباب الكارثة قبل الوقوع أفضل من فتح التحقيق! بعض الكوارث لدى المسؤول عِلم مُسبق عن أسبابها فمثلاً. سقف مدرسة متصدع والشقوق تنبئ بسقوط السقف قريباً لكن المسؤول يتناسى ولا يهتم وينشغل باللقاءات الفارغة حتى تسحق قوالب الإسمنت المتساقطة رؤوس التلاميذ والتلميذات.. فقط يبادر المسؤول بالقول لوسائل الإعلام نعد بفتح تحقيق بعدما فتُحت الجروح وتعالت الآهات هذا مثال يا سادة، أي جهة لديها إهمال ومشكلات فإنها تسارع حين تهتك سترها كارثة مدوية بالوعد الحق والوعد المنتظر، بفتح تحقيق وربما أضاف مسؤولها الأول في تصريحه كلمة «عاجل» لطمأنة الشارع المحتقن! الأسوأ في ذلك عدم معرفة نتائج التحقيق. فالله حليم ستار يتأخر التحقيق لشهور وربما لسنوات والنتائج بعد هذه المدة مخيبة للآمال، وربما لن تعلن النتائج مطلقاً، وربما نكأت الجروح مجدداً، وبعضها على مبدأ «وسُجلت الجريمة ضد مجهول» الكوارث تقع هذا الصحيح ولا بد منها، لكن أن يَعـِدَ المسؤول أو الجهة بالتحقيق ثم يتبخر الوعد كدخان السجائر فهذا غير منطقي، وتذهب حقوق العباد كسراب بقيعة، ومع تسارع الأحداث بالجرائم والمآسي والحوادث اليومية في بعض الجهات الحكومية والخاصة، يسابق أي مسؤول وأي جهة في استعمال «حقنة مهدئة» ليس لها ثمن عند كثير، تهدئ الساخطين لبعض الوقت ريثما تهدأ عاصفة الغضب الشعبي «نعدكم بفتح تحقيق عاجل وموسع وستعلن نتائجه بعد أيام بكل شفافية في كل وسائل الإعلام، وسينال كل متسبب جزاءه «هل أنا أحلم؟ سأفتح تحقيقا في مسببات هذا الحلم، خير «اللهم اجعله خير»..!