اشتكى عدد من سكان منطقة عبدالله المبارك «غرب الجليب سابقاً» من سوء تخطيط المنطقة وتركز خدماتها في زاويا المنطقة، حيث لا يمكن الدخول اليها الا بعد رحلة مضنية مع الطريق و«اللف فوق تحت»، وكأن المراد من ذلك ان تتحول طريقة الحصول على الاستفادة من هذه الخدمات الى رحلة عذاب. وأكد عدد من أهل المنطقة لـ«الراي» خلال ديوانية محمد الشمري التي استضافة اللقاء، ان المطالع لوجود المستوصف ومحطة البنزين وأفرع الجمعية يشعر وكأنها «منخشة» بعيداً عن الأعين والوصول لها من طريق مباشر أمر من رابع المستحيلات وكأن المطلوب ألا يذهب أحد لها بالأساس. وأعربوا عن استيائهم من عدم تخصيص مستوصف آخر لخدمة المنطقة تخصصي او عام كما هو المعمول به في بقية مناطق الكويت رغم الرقعة الكبيرة للمنطقة وكثافتها السكانية العالية. وقالوا إن المنطقة تعاني من سوء تخطيط بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فمعظم القطع تسير بشكل طولي موضوع بنهايتها فرع جمعية المنطقة وايضاً أماكن المساجد بشكل غير منظم، ما يستغرق وقتاً أطول من المعقول للوصول لها. وأضافوا ان المنطقة لا يوجد بها الا مدخل وحيد على الدائري السادس مزدحم باستمرار بشاحنات النقل الثقيل وباصات نقل العمال، مؤكدين انه لو افتتحت جامعة الشدادية مستقبلاً فإنه لا يوجد حل للمنطقة ككل الا إنشاء مترو انفاق أو تهجير سكانها. وذكروا ان المنطقة تعاني أيضاً من ازدحامات بالشارع الرئيس الذي يلف المنطقة ويفصل بينها وبين الشبك الحديدي الذي يعقبه مطار الكويت نتيجة وجود المدارس بالقرب من دوارات هذا الشارع ما يتسبب في فوضى عارمة وقت خروج ودخول المدارس، علاوة على ضيق الشوارع الداخلية وتعرض السيارات للحوادث ما يعرض حياة أهل المنطقة للخطر. مزيد من التفاصيل في سياق التحقيق التالي: بداية اشتكى صاحب الديوانية محمد الشمري من عدم مناسبة مسجدا قطعة 4 من حيث الموقع حيث انهما يبعدان عن معظم منازل القطعة التي تتميز بالرقعة الكبيرة، وكان الأولى بوزارة الأشغال العامة انشاء مسجد محل مركز اطفاء المنطقة الذي كان موجوداً بالمخطط في السابق. كما اشتكى الشمري من سوء تخطيط المنطقة عموماً وضيق الشوارع، قائلاً إن: الأدهى والأمر من ذلك ان تكون محطة الوقود الخاصة بالمنطقة اليتيمة موقعها بالطرف البعيد بقطعة 9 بحيث ان من يرد الوصول للتزود بالوقود فإن عليه السير إلى نهاية المنطقة ثم«اللف فوق تحت» وبعد التعبئة يتم«اللف فوق تحت» مرة أخرى للعودة الى المنطقة و«دوخة راس»، ما يؤكد ان هناك سوء تخطيط بين في المنطقة. وشدد على ضرورة إعادة النظر في مواقع فروع الجمعية التعاونية حيث انها متواجدة لكن يعيب على معظم القطع ان مساحتها كبيرة ووجود فرع واحد لن يخدمها بالشكل الكافي خصوصاً وان هناك عددا كبيرا من قطع منطقة عبدالله المبارك بشكل طولي ما يعني ان من يتواجد سكنه بطرف أو نهاية القطعة فسيكون عليه عبء كبير الاستفادة من هذه الفروع. ويلتقط أبوناصر المطيري أطراف الحديث، قائلاً إن: هناك مشكلات جمة تعاني منها المنطقة على رأسها الازدحام الكبير على مدخل المنطقة الرئيس بجوار جامعة الشدادية بدءاً من دوار الخروج من المنطقة وصولاً إلى الدائري السادس وتبقى السيارة تسير في طريق طوله لا يزيد على ثلاثة كيلومترات لأكثر من نصف الساعة في وقت الذروة. وأضاف المطيري أن الزحام لا ينتهي عند هذا الحد بل حتى في داخل المنطقة من أولها الى آخرها بسبب سوء التخطيط الذي وضع المدارس على الدوارات الموجودة بالشارع الرئيس للمنطقة فتجد ان هناك مئات السيارات متوقفة على الدوارات بشكل عشوائي ما يجعل من الصعوبة بمكان الدخول والخروج للمنطقة، أما في أوقات غير وقت الذروة فالازدحام موجود وان كان بشكل اقل بسبب ان الدخول للمنطقة له مدخل وحيد على الدائري السادس بينما المدخل الآخر بعيد جداً. وذكر ان المُطالع لوجود المستوصف ومحطة البنزين وأفرع الجمعية بالمنطقة يشعر وكأنها «منخشة» في زوايا المنطقة بعيداً عن الأعين والوصول إليها عن طريق مباشر أمر من رابع المستحيلات وكأن المطلوب ألا يذهب أحد لها بالأساس. وطالب بايجاد مداخل جديدة للمنطقة حيث ان من تطوفه دخلتها الوحيدة على السادس فانه مضطر للسير مسافة بعيدة جداً حتى يعود من جديد للدخول للمنطقة، موضحاً ان مدخل المنطقة من ناحية جليب الشيوخ يحتاج الى التطوير لأنه لا يصلح كمخرج او مدخل بوضعه الحالي لضيقه وكثرة اشاراته وازدحامه بنهايته عند منطقة الضجيج لذلك فلا أحد يفضله، كما طالب بانشاء مواقف كافية بجانب المدارس لفوضى سيارات أولياء الأمور والسائقين بالمنطقة. أما الدكتور فهد الرفاعي فيؤكد ان الداخل للمنطقة يلاحظ ضيق الشوارع بشكل لافت للنظر بالاضافة إلى تكسرها رغم انها ما زالت حديثة العهد بسبب إهمال الصيانة بها وتسبب ظاهرة تطاير الحصى بتفاقم المشكلة. وقال إنني مع قدومي للمنطقة اليوم لحضور الديوانية تعرضت لحادث في أحد الشوارع الجانبية بسبب ضيقها وعدم استيعابها لمرور السيارات بالشكل الكافي. وشدد على انه اذا افتتحت جامعة الشدادية فإن المتوقع ان تتحول المنطقة إلى كيفان رقم 2 ولن يطيق أهلها البقاء فيها ولا حل سوى تخصيص مترو انفاق لطلبة الجامعة حتى لا يكونوا هماً فوق هم زحام المنطقة الحالي نتيجة سوء توزيع المنطقة وقلة المداخل والمخارج وفوق ذلك كله كثافة الزحام الآتي من الحساوي وجليب الشويخ من باصات ونقل ثقيل وعمال، وغيره. وتوقع الرفاعي ان يتحول الدائري السادس إلى طريق العذاب خلال أقل من عام نتيجة انه يبدأ من عند منطقة المسيلة ويمر بعدد من الوزارات والهيئات بغرب مشرف ثم مربع وزارات جنوب السرة الذي يضم مستشفى الشيخ جابر ومبنى وزارة التربية وهما كفيلان بغلق السادس باقتدار منقطع النظير ووقتها لن يدخل أو يخرج أحد في منطقة عبدالله المبارك. واستغرب المواطن خالد العتيبي من تخصيص مستوصف وحيد فقط لخدمة سكان المنطقة رغم ان وزارة الصحة تقوم بتخصيص مستوصفين لكل منطقة، وعندما تهم بالذهاب إليه فإن الوصول له يشكل رحلة عذاب حيث انه موجود بزاوية بقطعة 9 والدخول اليه يحتاج إلى معجزة من سوء تخطيط الشارع المؤدي اليه. وقال العتيبي انه نظراً لأنه مستوصف وحيد فإن هناك ازدحاماً شديداً عليه وننتظر وقتاً أطول للدخول على الطبيب، مطالباً وزارة الصحة بانشاء مستوصفات أخرى وان يكون أحدها تخصصياً حيث ان المنطقة تعتبر الأكبر في البلاد ولا يكفي المستوصف الحالي حاجتها. بينما طالب المواطن ابراهيم الشمري بلدية الكويت بضرورة القيام بحملة إبادة للكلاب الضالة المنتشرة في «البراح» الممتد أمام المنطقة حتى مطار الكويت، حيث تقوم تلك الكلاب بتسلق الشبك الفاصل على حدود المنطقة وتشكل خطورة شديدة على السكان لا سيما الأطفال الأمر الذي يهدد بانتشار مرض السعار والأوبئة. وقال الشمري إن الداخل للمنطقة يلاحظ مباشرة انتشار الكلاب الضالة في الشوارع والساحات وهي تشكل خطراً شديداً وأكثر من مرة يتعرض أطفالنا لعقرها لأنها مصابة بالسعار وتقوم بالهجوم على الصغار خصوصاً في الفترات المسائية وأصبحنا لا نأمن على أبنائنا من وجودهم خارج المنزل. أما خالد الشريفي فقد طالب بتخصيص حدائق منظمة ومزروعة في المنطقة بشكل يمكن سكانها من الخروج في أوقات فراغهم فهي ليست بأقل من المناطق الأخرى وبالتأكيد سكانها بحاجة إلى تنقية الهواء من خلال تشجير الشوارع والحدائق. وقال الشريفي إن هناك غيابا شبه كامل للساحات والمواقف سواء المنظمة او الترابية لاستخدامها في حال الحاجة اليها وقت الافراح والعزومات واللقاءات بين الأهل والأصحاب، حيث ان مواقف السكن الخاص لا يمكن ان تستوعب سيارات الضيوف وأيضاً تلافياً للازدحام والفوضى، فليست العملية كلها مجرد بيوت ومدارس وخدمات وانما أيضاً المساحات المفتوحة لاستخدامها وقت الحاجة اليها. وطالب المسؤولين التحرك فوراً لتخصيص أراضٍ لانشاء مستوصف آخر وعدد من المساجد لأن المستوصف الوحيد لا يكفي حاجة السكان وأيضاً المساجد لا تتناسب من حيث مكانها بالنظر الى مواقع السكن الخاص علما بأن هناك متبرعين يتحملون تكلفة انشاء هذه المباني ويحتاجون فقط إلى الأرض، مقترحاً تخصيص موقع المطافئ الذي الغي من مخطط المنطقة لأجل انشاء مساجد ومستوصفات أخرى لخدمة سكان منطقة عبدالله المبارك. من جانبه قال عبدالله راشد انه نظراً لقرب المنطقة من الحساوي وجليب الشيوخ فإننا بحاجة إلى تواجد أمني على مدار الساعة خصوصا وان هاتين المنطقتين معروف عنهما بايواء الخارجين على القانون والحرامية لدرجة ان الكثير منا لا يفضل استخدام طريق جليب الشيوخ باتجاه الضجيج مساء لانتشار المجرمين والسكارى المترنحين على الطريق. وأضاف راشد ان الشوارع الخارجية للمنطقة تحتاج الى توسعتها تلافياً للحوادث شبه اليومية بها أما الشوارع الداخلية فتحتاج إلى صيانة فبرغم حداثة المنطقة فانها تعاني من الحفر التي تزعجنا وتتسبب في إصابة سياراتنا بأعطال. وشدد على ضرورة ايجاد حل لمنطقة عبدالله المبارك التي تعتبر ضاحيتين وليست ضاحية واحدة إما بتقسيمها الى منطقتين وإما الاهتمام بالخدمات المقدمة فيها وعلى رأسها ايجاد مداخل و مخارج متعددة على الدائري السادس لأن الخارج من المنطقة يحتاج لأكثر من 20 دقيقة ليصل الى الشارع الرئيس المطلة عليه جامعة الشدادية التي ما زالت قيد الانشاء، فما بالنا بالوضع بعد افتتاحها. وأخيراً قال عويد المطيري ان أهل المنطقة يعانون من الانزعاج والضوضاء الشديد بحكم ان المنطقة أقرب منطقة سكنية إلى مطار الكويت وأماكن هبوط واقلاع الطائرات، لأن ذلك يتسبب بأمراض نفسية وصحية للناس خصوصا الأطفال. وطالب بنقل مطار الكويت أو على الأقل ان تكون عمليات الاقلاع والهبوط بعيداً عن المنطقة أو ان تكون باتجاه منطقة صبحان لحين الانتهاء من انشاء المطار الجديد، وان يكون تحليق الطائرات على ارتفاع الطائرات كبير. ولفت المطيري إلى ان المنطقة تعتبر من أكبر المناطق الكويتية الحديثة وكان الأولى بالمسؤولين أما تكثيف ومضاعفة الخدمات وإما تقسيمها الى منطقتين حيث ان هناك قلة في الخدمات المقدمة بالنظر إلى عدد سكان المنطقة.