الصحافيون الموريتانيون وخاصة المستقلون يعانون من وضعية تشغيل هشة في ظل إغلاق العديد من المؤسسات الصحافية والإعلامية. العرب [نُشرفي2017/01/03، العدد: 10501، ص(18)] صحافة ورقية دون أي تطور نواكشوط – تختلف وجهة نظر الصحافيين الموريتانيين عما تقوله المنظمات الدولية المدافعة عن حرية الصحافة حول العالم، والتي صنفت موريتانيا الأولى عربيا في مستوى الحريات، إذ تشكل الأزمة المالية ضغوطا خانقة على قطاع الصحافة الموريتانية، وتكبل عملها تحت نوع آخر من القيود، في غياب قوانين تحميها. وأعلنت مجموعة من الصحافيين، الأحد، عن تشكيل النقابة الموريتانية للصحافيين المستقلين بهدف الدفاع عن حقوق الصحافي المستقل الذي يعيش تحت رحمة رب العمل من جهة وغياب القوانين التي تضمن له حقوقه المكتسبة من جهة أخرى، بحسب بيان النقابة. وجاء في البيان “نظرا إلى ما تشهده الساحة الموريتانية من تطورات وتقلبات انعكست سلبا على المشهد الإعلامي المتشرذم، ونظرا إلى عدم لعب التنظيمات النقابية الدور اللازم لحماية حقوق الصحافيين، فإن مجموعة من الصحافيين المستقلين تعلن عن تشكيل نقابة مستقلة تهدف إلى الدفاع عن الحقوق المعنوية والمادية للصحافيين المستقلين. وتعهدت “النقابة الموريتانية للصحافيين المستقلين” بتحملها كامل المسؤولية في احترامها القانون الموريتاني والتزامها بمقتضيات النظم المعمول بها بهدف المشاركة الفاعلة في المشهد الموريتاني من جهة والعالمي من جهة ثانية باعتبار أن حرية التعبير والتحرير هي عنق الزجاجة في العمل الإعلامي المستقل الهادف. الصحافة الالكترونية تمارس نشاطا كبيرا في موريتانيا؛ وقليل منها من يعتمد على مراسلين وميزانية وخط تحريري ويعاني الصحافيون الموريتانيون وخاصة المستقلون من وضعية تشغيل هشة في ظل إغلاق العديد من المؤسسات الصحافية والإعلامية، إذ أغلقت إذاعتان مستقلتان أبوابهما في مدينة نواكشوط؛ وتوقفت قنوات تلفزيونية مستقلة عن الإنتاج؛ باستثناء البعض من مسلسلات الدراما المحلية وتنتج في الغالب في رمضان. ولم تتطور الصحافة الورقية منذ نشأتها؛ إخراجا وتصويرا ومضمونا. فالصحافة الوحيدة التي تنشط هي الإلكترونية؛ وتختلط فيها المدونات الشخصية والمواقع الإلكترونية؛ وقليل منها من يعتمد على مراسلين وأركان ثابتة وميزانية وخط تحريري. ويبدي الصحافيون الموريتانيون قلقا بالغا من سيطرة بعض الأسماء الإعلامية على الروابط الصحافية، منذ إنشاء صندوق دعم الصحافة في العام 2010، للاستحواذ على مخصصات الصحافة وتهميش العاملين في هذا الحقل. وقد سعى المهيمنون على الساحة الإعلامية في البلاد، خلال السنوات الماضية، إلى إلغاء معايير الاستفادة من صندوق دعم الصحافة، المتمثلة في مجموعة من شروط تفضيلية وملف متكامل، يفرض شروط نظام المؤسسة على الراغبين في الانضمام إلى دعم الصندوق، ويشترط أمورا كثيرة من بينها الحصول على مقر وعمال مسجلين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. ويأتي إعلان إطلاق نقابة الصحافيين المستقلين في موريتانيا، بعيد إصدار منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي لعام 2016 واحتلت فيه موريتانيا المرتبة الأولي عربيا والثامنة والأربعين عالميا، في حرية الصحافة، وتقدمت موريتانيا سبعة مراكز عن ترتيبها في العام 2015 الذي احتلت فيه المركز 55 عالميا، محافظة بذلك على ترتيبها الأول عربيا، رغم وجود مخاوف لدى الصحافيين حينما يكتبون عن العسكر والإسلام والرق الذي وصفته بالموجود داخل البلد. وتصنف منظمة مراسلون بلا حدود موريتانيا ضمن الدائرة الأفريقية إلى جانب الجيبوتي، وجزر القمر، فيما تصنف بقية الدول العربية ضمن دائرة المغرب العربي والشرق الأوسط. :: اقرأ أيضاً إسكات الإعلام المعارض يقود الجمهور المصري إلى المنصات الخارجية فرس تسد: الفارسية في المدارس العراقية فيسبوك يتعقبك أينما ذهبت هاشتاغ اليوم: هجوم إسطنبول: عرب يقررون المصير