لا جديد ماديا، في العالم اليوم. العالم يستنسخ بعضه بعضا. ما تجده في واشنطن تجده في لندن، تجده في باريس، تجده في جدة، تجده في دبي، تجده في بكين! فإذا ما استثنينا العوامل الطبيعية والآثار، فلا شيء يميز الدول عن بعضها البعض، سوى النظام! في بكين لا جديد يشدك نحوها، لا شيء يجعلك تنصح بزيارتها، وحده النظام هو من يجعلك تقف مندهشا مما تراه، لم أشاهد ـ وهذا ليس رأيي وحدي ـ أشد انضباطا من الصينيين في العمل. طلب منا الصديق العزيز محمد البكر ـ نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم ـ أن نتأمل حال رجل الأمن في شوارع الصين، ما رصدناه أمر يصعب وصفه، من رأى ليس كمن سمع، الأمر يستلزم رؤيته على حقيقته، يقف رجل الأمن والمرور تحديدا كأنه صنم، يتحرك كأنه "روبوت" آلي، تمر جواره وكأنك تمر جوار تمثال لـ"ماو تسي تونغ"! مجتمع يعتبر النظام الصارم والانضباطية الشديدة محركا أساسيا له، لك أن تتخيل أن تكون مراقبة النظام جزءا ممتعا من رحلتك! للانضباطية والجدية الصينية في العمل تجربة لم يكتب لها النجاح في بلادنا، حينما فشلت أكبر شركة إنشاءات في الصين في تنفيذ عقد بملياري ريال في موعده مع وزارة التربية والتعليم لبناء مئتي مدرسة، قال وزير التربية والتعليم السابق: إن تلك الشركة فشلت، رحل الوزير ولم يخبرنا لماذا فشلت هذه الشركة العملاقة هنا، ونجحت في دول مجاورة! قرأت منذ فترة أن وزارة العمل تتبنى دراسة لضمان كفاءة العمالة المستقدمة، لتصبح بلادنا من أفضل الدول الجاذبة للعمالة المؤهلة، أتمنى على الوزارة أن تلتفت نحو العمالة الصينية المؤهلة، ليت وزارات الدولة الأخرى تتعاون مع الشركات الصينية، وتوفر لها ـ وهذا المهم ـ أسباب النجاح، وتحميها من المتنفعين والانتهازيين.