مع اقتراب موعد تنصيبه سريعا، ينخرط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشكل نشيط في مجال السياسة الخارجية كما لو كان قد تقلد بالفعل المنصب الرئاسى. وأعلن المتحدث باسم ترامب، أمس الأول، أن الأخير ينوي القيام بأمور مهمة عدة فور تسلمه سلطاته في البيت الأبيض، بينها اصدار مراسيم رئاسية تنقض قرارات سبق ان اتخذتها ادارة الرئيس اوباما. وقال شون سبايسر، في تصريح تلفزيوني، إن ترامب سيوقع سلسلة من المراسيم الرئاسية "لإلغاء كثير من التدابير والاجراءات التي تقررت خلال السنوات الثماني الأخيرة والتي أبطأت النمو الاقتصادي وفرص العمل". وأكد المتحدث أن ترامب لن يتوقف عن استخدام "تويتر" للتواصل مع الاميركيين بعد وصوله إلى البيت الأبيض، مضيفا: "اعتقد ان وسائل الاعلام التقليدية مستاءة لكون اكثر من 45 مليون اميركي يتبعونه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولأنه قادر على اجراء حوار مباشر مع الاميركيين". وفي شأن الملف الروسي، قال سبايسر إن البيت الأبيض ربما عاقب روسيا بشكل غير متناسب عندما أمر بطرد 35 روسيا للاشتباه في أنهم جواسيس، موضحا أن ترامب سيطرح أسئلة على وكالات المخابرات الأميركية بعدما فرض أوباما عقوبات الأسبوع الماضي على وكالتي مخابرات روسيتين بسبب ما قال إنه تورط في التسلل الإلكتروني على جماعات سياسية في انتخابات الرئاسة الأميركية الاخيرة. وفي سياق متصل، قال السناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين، أمس الأول، إنه لا يمكن للولايات المتحدة تحسين علاقاتها مع روسيا إلا باتخاذ موقف صارم مع الرئيس فلاديمير بوتين، داعيا إلى فرض عقوبات أشد على موسكو. من جهتها، نشرت صحيفة "الديلي تليغراف" مقالا لتيم ستانلي يقول فيه إن أوباما ظهر خلال الأسابيع الأخيرة له في البيت الأبيض صبورا جدا في التعامل مع الفريق الانتقالي الذي يمهد لتولي ترامب المسؤولية، وذلك رغم أنه أظهر وجهه القيصري خلال الفترة الماضية بسبب سوء العلاقات بينه وبين الكونغرس، مما دفع به إلى الاتكاء على إصدار القرارات الرئاسية التنفيذية المباشرة. ويوضح ستانلي أن هذا الأمر يجعل ميراث أوباما على كف عفريت، إذ إن خلفه وهو ترامب يمكنه بسهولة أن يقوم بإلغاء كل هذه القرارات، لكن اوباما كرس وقته أخيرا لتكديس أكوام من القرارات الرئاسية على مكتب رئيس الولايات المتحدة بحيث تصبح الأشهر الأولى من فترة ترامب منصبه حول اتخاذ الإجراءات والقرارات المعاكسة لإصلاح الأمور من وجهة نظره. وقدم ستانلي عدة أمثلة لهذه القرارات في جوانب مختلفة، لكنه يرى أن أهمها هو قرار أوباما ترحيل أعداد كبيرة من المعتقلين في غوانتانامو حيث قام بإبعاد نحو 234 منهم في يوم واحد وقرار إبعاد الدبلوماسيين الروس. خطاب الوداع من جانبه، قال الرئيس أوباما في رسالة بالبريد الإلكتروني نشرت أمس إنه سيلقي خطاب وداع يوم 10 يناير سيتحدث فيه عن فترة حكمه وسيشكر فيها أنصاره. وذكر أوباما، الذي أشار إلى أن جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة كتب خطاب وداع في عام 1796، أنه سيلقي خطابه في مسقط رأسه بمدينة شيكاغو، مضيفا: "أفكر في الخطاب كفرصة لأقول شكرا لكم على هذه الرحلة المذهلة وللاحتفاء بالطرق التي غيرتم بها هذا البلد للأفضل على مدى السنوات الثماني الماضية ولعرض بعض الأفكار عن المسار الذي يمكن أن نسلكه جميعنا من هنا". وكتب أوباما على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" موجها كلماته إلى المواطنين الأميركيين أمس الأول "لقد تشرفت بخدمتكم كرئيس. وأتطلع إلى الوقوف معكم كمواطن. عام سعيد على الجميع".