×
محافظة المنطقة الشرقية

الدورة الأولى لمنتدى عجمان الحكومي تعقد يناير الجاري

صورة الخبر

نحن مجتمع قبلي، يعاني من سيطرة العادات والتقاليد التي شوهت فكرة الزواج لدى البعض، وخاصة الفتيات الواعيات، وقد سبب ذلك عزوف معظمهن عن الزواج انشغل الوطن العربي مساء يوم الخميس الماضي بليلة زفاف الفنانة بلقيس فتحي، ربما بشيء من الفرح والسعادة كان أحوج له بعد نشرات الأخبار الصباحية والمسائية وما احتوته من قتل وتدمير وحروب في المنطقة. نعم كان زفاف الفنانة الإماراتية ذات الأصول اليمنية حديث الساعة وتغنى الجميع معه، القريب والبعيد، فرح لفرحها، شاركها أجمل لحظاتها، وتمنى لها حياة سعيدة هي وزوجها، بلقيس ذات الابتسامة الواسعة أحبها الجميع لخلقها قبل إعجابهم بصوتها. الفرح تناقلته جميع وسائل التواصل الاجتماعي، واختلفت الآراء وتنوعت حول تفاصيل الزفاف، ولكن بعيدا عن البذخ والترف اللذين أقيم في كنفهما حفل الزواج، وأنا أقرأ التعليقات وأصوات الإعجاب هنا وهناك عادت بي الذاكرة لقصة إحدى الصديقات تقول: في ليلة زواجي لم يكن قد دار بيني وبين زوجي أي اتصال؛ لم يسمع صوتي ولم أسمع صوته أبدا! لم يعرف وجهي أو شكلي قبل ذلك، حيث إنه من عادات قبيلتي ألا تكون هناك نظرة شرعية، خاصة وأن أخته ووالدته تعرفانني وسيتم وصفي كما أنا له، كما أنه لا وجود لـ"زفة العروس" في زواجاتنا، لا أعلم لماذا يطلق على مثل هذه الزواجات مسمى "الفرح"! شخص غريب عن العروس يذهب بها بعيدا عن أهلها وحياتها الأولى. ليست أسرة صديقتي الوحيدة التي تطبق هذه العادات والتقاليد، ولا تقتصر هذه العادات على ما ذكرت بل هناك الكثير، تُعتمد وكأنها آيات من القرآن الكريم لا مجال للنقاش فيها، البعض -وليس الكل- يتعصب لقريبته، حتى وإن ارتبط اسمها بزوجها عبر عقد قرانهما إلا أنها يبقى محرما عليه صوتها وملامح وجهها حتى يوم زفافهما. جديا، نحن مجتمع قبلي، يعاني من سيطرة عادات وتقاليد القبيلة التي شوهت فكرة الزواج لدى البعض، وخاصة الفتيات الواعيات، وقد سبب ذلك عزوف معظمهن عن الزواج، لمعرفتهن بحجم المسؤولية، فالزواج مؤسسة اجتماعية صغيرة في أحضان مجتمع قاس، يتطلب منها الصمود لاستمرارها، أبرز الشروط لنجاحها هو التوافق بين طرفيها. شخص هناك غريب لا تعرفه العروس، ولا تعرف كيف يتصرف، ولا فيم يفكر، وكيف يتعامل مع الأمور، بالإضافة إلى النماذج السيئة التي تتناثر هنا وهناك، والتي هي غالبا نتاج هذا الزواج التقليدي، كل هذه المعطيات سببت لهن "فوبيا" من فكرة الارتباط والزواج. أعلم أن هناك من سيقول إن أمهاتنا وأجدادنا هكذا تزوجوا وعاشوا، المثل الشعبي يقول: "أصابع اليد ما هي سوا"، فما بالكم بأجيال متعاقبة مختلفة في أسلوب حياتها وطريقتها، نعم هن قويات وصبرن على حياة لن نستطيع عليها صبرا في ظل زمن مختلف جدا عن زمانهن. ثم إنه من الحماقة وضع مثل هذه المقارنات التي تقتل المشكلة ولا تعالجها. أعتقد أن الزواج أعظم مؤسسة بشرية، ولا دوام لها مع تخبطات العادات والتقاليد، لأنها في نهاية الأمر غالبا ستنتهي إما بالطلاق أو انتهاك حق الأضعف، لتصبح حياة خالية من أهم جماليات العلاقة الزوجية: المودة والاحترام.