تفصلنا أيام قليلة عن بدء إجازة الربيع، وتبدأ جدة في استقبال زائريها من مختلف أنحاء المملكة فهي الوجهة المفضلة لسكان المملكة في هذا الفصل من السنة نظراً لاعتدال طقسها وتوفر الأماكن السياحية على شواطئها وتعدد أسواقها وفنادقها ومطاعمها وأماكنها التاريخية، لكن ماذا أعدت جدة لهؤلاء الزائرين من وسائل الراحة والاستمتاع، ليقضوا أسبوعاً مختلفاً ينالون فيه قسطاً من الراحة والاستجمام ليعودوا بعدها أكثر نشاطاً وحيوية، فهل استعدت الجهات المعنية لمثل هذا الأسبوع ؟. والحقيقة مُرة دائماً فسكان جدة يعانون من الازدحام بسبب الشوارع المغلقة والحفريات المتناثرة في شوارع الأحياء المعتمة فكيف يكون الحال عندما تبدأ الاجازة وتمتلئ جدة بزائريها وترتفع الأسعار في الأسواق ويتردى مستوى المطاعم أكثر مما هي عليه وترتفع أسعار الشقق ويتدنى مستوى النظافة في الأماكن والمنتزهات ؟ هذا السؤال إجابته لدى أمانة جدة ووزارة التجارة وهيئة السياحة فهم المعنيون بمثل هذه النشاطات. فالزوار يطلبون من أمانة جدة وضع لوحات إرشادية في الشوارع المغلقة ترشدهم إلى الطريق الذي يسلكونه للوصول إلى الأماكن السياحية، وتوفير أماكن خاصة للشباب، وتشديد الرقابة على المطاعم للحصول على وجبات غذائية نظيفة تصلح للاستهلاك الآدمي، وأماكن المنتزهات والحدائق نظيفة ولائقة للجلوس، ودورات مياه نظيفة صالحة للاستخدام. كما يطلبون من وزارة التجارة مراقبة الأسواق، والتأكد من أسعار السلع وحقيقة التخفيضات التي يعلنون عنها في مهرجانات التسوق، وتشديد الرقابة على السلع المقلدة، وحمايتهم من جشع التجار الذي ترتفع وتيرته في هذه المناسبة من كل عام. ويأملون من الهيئة العامة للسياحة تفعيل دورها السياحي الذي يهدف إلى تشجيع السياحة المحلية وأن تقوم بدورها في تحديد أسعار الفنادق والشقق المفروشة، والتأكد من ملاءمتها ومستوى الخدمات المقدمة فيها، ومراقبة أسعار المطاعم ومدن الألعاب، وتوزيع الفعاليات السياحية التي تقيمها في كافة أنحاء جدة حتى يتسنى للجميع حضورها والاستمتاع بها. فهناك عائلات تستعد لهذه الإجازة من بداية العام لتوفر ماتستطيع توفيره من المال لقضاء الاجازة، فهي لاتستطيع مواجهة ارتفاع أسعار الشقق والمطاعم ومدن الألعاب بأسعار عالية تفوق ماتملكه، وترغب في قضاء وقت ممتع دون منغصات، فرفقاً بهم فمن أبسط حقوقهم أن يستمتعوا كما القادرين في قضاء إجازة سعيدة.