أمواج الجاذبية تشكل عنصرا مهما في لغز تفسير نشأة الكون بعد الانفجار العظيم (الألمانية) أعلن علماء الفلك أمس الاثنين أنهم وجدوا دليلا مهما يدعم عنصرا أساسيا في نظرية الانفجار العظيم، ويسهم في تفسير نشأة الكون وتطوره، وهذا العنصر يتعلق بفترة التوسع الهائل المفترضة للكون والمعروفة باسم "التضخم".ويُعتقد أن "التضخم" حصل في جزء قصير جدا من أجزاء الثانية بعد الانفجار العظيم، ويقول العلماء أنهم وجدوا أول دليل مباشر على هذا التضخم. ويؤكد عالم الفيزياء بجامعة هارفارد أفي لويب أن النتائج التي توصلوا إليها ليست مجرد دليل دامغ لا يقبل الشك على تضخم الكون، "بل إنها تبلغنا أيضا بموعد هذا التمدد ومدى ضخامة هذه العملية".أما الدليل فهو -كما يقول الباحثون- إشارة تركتها موجات الجاذبية الأزلية التي نشأت فور وقوع الانفجار العظيم.ويؤكد الباحث كليم برايك من جامعة مينيسوتا -خلال عرض تقديمي لمناقشة الاكتشاف- أنهم "على قناعة تامة بعد كافة الدراسات التي أجروها بأن هذه الإشارة حقيقية"، وأن التفسير الأكثر منطقية لهذه الإشارة هو أنها "موجات جاذبية"، وأنها تولدت بعد أجزاء ضئيلة جدا جدا من الثانية مباشرة بعد البداية".وموجات الجاذبية عبارة عن حركات موجية ضعيفة تنتشر عبر الأجرام بسرعة الضوء، وكان العلماء يجدّون في البحث عنها منذ عشرات السنين لأنها تمثل الأدلة الغائبة في سياق نظريات نشأة الكون.ويقول جون كوفاتش قائد فريق التعاون بين مركز هارفارد-سميثونيان للفيزياء الفلكية وتلسكوب "بي آي سي إي بي2" الذي توصل لتلك الاكتشافات، إن اكتشاف هذه الإشارة هو أحد أهم أهداف علم الكونيات اليوم".وقد أمكن رصد موجات الجاذبية بالاستعانة بتليسكوب لاسلكي يتميز بقدرته على مسح الفضاء انطلاقا من القطب الجنوبي للأرض وفحص ما يعرف بالموجات الكونية المتناهية الصغر، وهي عبارة عن إشعاع ضعيف ينتشر في أرجاء الكون.وبلغت القياسات التي أعلنها علماء الفلك أمس نحو ضعف القياسات التي توقعها الباحثون بالنسبة لموجات الجاذبية، مما يوحي بإمكان استنتاج كم كبير من المعلومات عن كيفية حدوث تمدد الكون."عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين تنبأ قبل قرن من الزمن بتموجات منظومة "الزمان-المكان" التي يطلق عليها أيضا موجات الجاذبية، والتي تحاول فهم كيفية نشأة الكون منذ الأزل وتطوره " نظرياتوكان عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين تنبأ قبل قرن من الزمن بتموجات منظومة "الزمان-المكان"، التي يطلق عليها أيضا موجات الجاذبية، والتي تحاول فهم كيفية نشأة الكون منذ الأزل وتطوره في صورة أعداد لا تحصى من المجرات والنجوم والسدم ومساحات شاسعة في أقطار الفضاء.وفي ثمانينيات القرن الماضي، ظهرت نظرية جديدة تحاول تفسير نشأة الكون وتطوره، وأطلقت على موجات الجاذبية اسم التمدد الكوني، وترتكز على فكرة بديهية تقول إن الكون نشأ عن الانفجار العظيم، وهو عبارة عن انفجار في منظومة "الزمان-المكان" منذ 13.8 مليار عام. وبحسب هذه النظرية، فإن الكون تمدد بطريقة لوغاريتمية في نشأته، إذ تمدد في الحجم مائة تريليون مرة خلال أجزاء ضئيلة جدا من الثانية بعد الانفجار، مما أدى إلى تناسق الكون بصورة ملحوظة في أغوار الفضاء، كما وجدت نتيجة لذلك تموجات هائلة نجمت عنها موجات الجاذبية. ورغم أن هذه النظرية لاقت تأييدا عمليا كبيرا، فإن عدم رصد موجات الجاذبية التي توقعتها النظرية دفع الكثيرين من علماء الفلك إلى التحفظ على التسليم بها. إلا أن الأمر تغير بعد الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء أمس، والذي يمثل "الحلقة المفقودة في علوم الفلك"، بحسب عالم الفيزياء مارك كاميونكوفسكي في جامعة جون هوبكنز وأحد الباحثين في المشروع المشترك الذي توصل إلى هذا الكشف.