النسخة: الورقية - سعودي سامي الجابر، لم يخطر بباله المرة الأولى التي دخل فيها إلى الملعب أن يحظى بكل هذه الضجة الممتدة حتى الآن، الضجة القابلة لأن تكبر في ما بعد. لم يقل سامي الجابر إنه أفضل لاعب، لم يختر أن يوضع في مقارنة مع الأسطورة ماجد عبدالله، ولكنه صدق وحمل على عاتقه كل أوصاف الإعلام التي مجدته. في صور كثيرة تلتقط للاعبي الهلال كان سامي يحتل مساحة متجاوزة، كان محظوظاً في الملعب ومهيأً للشهرة، حتى تسبب من دون أن يخطط لذلك في إخفاء نجوم كانوا معه يستحقون مساحة موازية له. يوسف الثنيان، خالد التيماوي، نواف التمياط، محمد الدعيع، محمد الشلهوب، ياسر القحطاني، لم يجدوا مكاناً يليق بما قدموه لأن الجمهور اختار أن يختزل الهلال كله في سامي. حتى هذا الموسم وسامي يخوض تجربة التدريب الأولى هناك من يجزم أنه في الملعب، الهدف الذي يسجله ناصر الشمراني ينسب إلى جهود المدرب ويسجل باسمه في ذاكرة جمهور لا يرى غير سامي. في الحياة أمثلة مشابهة لسامي الجابر، المطرب راشد الماجد هو سامي عالم الغناء، وكأن أغنيته «دنيا حظوظ» فتحت له أبواب الحظ يتخيّر منها ما يشاء، صارت لديه شركة إنتاج تخوله أن يدخل في مشاركة مع أي مغنٍّ، بعض من تعاونوا معه كانوا أفضل منه ولكن سلطة القرار جعلته يحضر بشكل أناني، يوجد في معظم المحافل، صنع قناة «وناسه» الشهيرة بالجلسات التي يتابعها الكثير رغبة منهم في أن يكتشفوا تاريخ الأشخاص الذين اختاروا أن يرقصوا، أن يؤدوا حركات مكررة مهما اختلفت الأغنية، يبقون مثيرين للمشاهدة، باعثين على المتعة في عروضهم الأقرب إلى الوصف بأنها «ستاند آب كوميدي» صامت. الفنان فايز المالكي هو سامي عالم التمثيل، يملك كاركتر خاصاً، وجبة أساسية في شهر رمضان من كل عام، على شرط أن يكون هو البطل، هو من يملك الحق في أن يظهر أكثر من غيره، يظهر في الشاشة وفي الحياة العامة، يقدم وجع المجتمع بسطحية ولا يغوص في عمق القضية، في لحظة ما تشعر أنه يستخف إمّا بالمشاهد أو بنفسه وتاريخه. الكاتب خالد الباتلي هو سامي عالم الأدب، لم يكن متيقناً أنها ستهتم بحرفه فكتب لها استجداء كتابه: «ليتها تقرأ». اختار الثلثاء يوم حظه وكتب عن صباحه، في «تويتر» أخيراً ثارت عليه انتقادات تقلل من قيمة ما يكتبه، على رغم أن خالد الباتلي لم يكن هو من اشترى العدد الهائل من نسخ إصداراته، وليس هو من يبتكر يوزرات عدة في «تويتر» حتى فاق عدد متابعيه الـ200 ألف. في النهاية، من صنع المشاهير هم الجمهور، من جعلهم يحضرون بكل هذه الكثرة هم الجمهور، من يحمل أبعاد هذه الضجة ويعيش معها هم الجمهور. سامي الجابر، وأشباهه في الحياة كانوا محظوظين، خدمهم الناس أكثر مما خدموا أنفسهم. moh.03@hotmail.com