يقدم التطور التكنولوجي المتسارع في العالم لنا أشكالا جديدة من التواصل لا تخطر على البال، فمثلا هناك برنامج كمبيوتر يعمل كصحافي آلي قام بتغطية أخبار الزلازل والوفيات في ولاية كاليفورنيا، ويؤدي برنامج آخر دور المحامي ويقدم طلبات استئناف القضايا عن طريق تطبيقات خدمة "ماسينجر". من ناحية أخرى نجد أن المحررين الآليين أصبحوا يحلون محل طاقم المحررين من البشر لاختيار الموضوعات ذات الاهتمام الواسع لنشرها على فيسبوك. وفي الوقت الذي يتم فيه تطوير برامج كمبيوتر للذكاء الاصطناعي أكثر تقدما، وتكون لديها إمكانات إحداث ثورة في إدارة حياتنا اليومية، فإن الاحتمال المستقبلي لأن نوكل أداء المهام إلى الروبوتات يجعل كثيرين يشعرون بالقلق، خوفا على مستقبل فرصهم في العمل. ومع نضج برامج الكمبيوتر التي تقوم بمهمة إجراء المحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها مؤهلة لأن تحل محل البشر الذين نقابلهم أثناء العمل أو التسوق أو إجراء العلاقات الاجتماعية. ووفق لوكالة الأنباء الألمانية، أشارت دراسة طرحت في المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن نحو سبعة ملايين وظيفة ستخرج من سوق العمل على مستوى العالم، مع نمو وتطور برامج الكمبيوتر وما يعرف باسم "الأتمتة" أي النظام الآلي خلال الأعوام المقبلة. وتتسابق شركات البرامج الإلكترونية العملاقة مثل مايكروسوفت وأمازون وأبل وفيسبوك وجوجل حاليا لبناء أفضل خادم رقمي. ويقول ديفيد فورستروم مدير قسم المحادثة الرقمية في مايكروسوفت "إن برامج المحادثة الآلية ستساعد الناس على أداء المهام التي يريدونها، وهذه البرامج ستكون مرتبطة بمن يستخدمها ومتاحة له أينما كان موقعه وعلى أي جهاز يستخدمه وفي أي إطار يطلبه". وتم نشر برامج المحادثة الآلية على الخطوط الأمامية في أقسام خدمة المستهلكين في شركات الهواتف الكبرى والتأمين والمصارف، فيما يقول مارك بيكيو كبير المحللين في شركة "تراكتيكا" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي " باستطاعة الشركات خفض التكلفة من خلال التحول إلى (الأتمتة)، وإتاحة أي خدمة يريدها المستهلك وكذلك المساعدة دون اللجوء إلى التحدث مع إنسان". بل إن هذه البرامج ستصمم بحيث تمكنها من الدخول إلى الدوائر الشخصية اللصيقة للمستخدمين، وذلك وفقا لما تقوله يوجينيا كوديا مبتكرة تطبيق المحادثة الآلية "ربليكا" التي ستصدر قريبا، والتي تم تصميمها لكي تكون بمثابة صديق آلي أو اصطناعي.