ستظل الشمس تشرق كل يوم وستظل السماء تمطر وستظل الأرض تنبت جميع أنواع النبات، وسنرى الزهور اليانعة في كل مكان تفوح بأبهى أنواع العطور!! لن يتوقف شيء في هذا الكون ما دامت الحياة قائمة، الشيء الوحيد الذي يتغير هو اعمال الناس وتصرفاتهم في الكون!! إذاً فإن تنبؤات الناس بالعام الجديد وتسطير الأماني فيه ما هي إلا تخرصات وتكهنات لا أساس لها، هل تذكرون ماذا قلنا في نهاية العام 2015 بأنه أسوأ عام مر على الامتين العربية والاسلامية، ثم جاء العام 2016 ليجعلنا نترحم على من سبقه!! إذاً ليكن تفاؤلنا بالعام الجديد مبنياً على تعديل نظرتنا الى الكون والى الناس لا بانتظار الكون ان يتغير وان يأتينا بالذي نحب ونهوى!! ليكن تفاؤلنا بالجد والاجتهاد لتحقيق الغايات وبجميل التوكل على الله واليقين بما عنده من خيرات، ولنطرد الاحزان والكآبة التي تتسرب الى نفوسنا لتعكر صفوها!! يقول الله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» لاحظ بأننا دائما ما نبحث عن النجاح من خارج واقعنا ونبحث عن الرضى من غير ان نبذل له أقل القليل!! ولاحظ بأننا دائمو الشكوى مما حولنا ومن تقلب الناس وتبدل الزمان، كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا