عامان من الحزم والعزم عامان من البناء والنماء عامان من الجد والعمل عامان توثب وثبات وصبر هذه هي سمات هذه المرحلة من تاريخ المملكة في عهد ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله ونصره. عامان مضيا على محاربة مفاصل الفساد وتعزيز الشفافية وتطوير الأداء الحكومي ودعم تنفيذ مشروعات الإعمار والتنمية والبناء وايجاد حلول عملية للتوظيف ووضع معاير ترشيد الإنفاق والتوازن المالي وتعديل بعض الأنظمة وإعادة هيكلة بعض القطاعات لتكون أكثر رشاقة لتنفيذ مهامها بمرونة وكفاءة عالية وبتكلفة أقل تمشيا مع غايات الرؤية الوطنية الطموحة ٢٠٣٠. عامان مضيا بترقب وروية وطول نفس مع ما تزامن معهما من أحداث عسكرية وحربية وعواصف سياسية وتداعيات إقتصادية أعقبت مؤامرات دولية وإقليمية لتفتيت منطقتنا العربية، وتشويه صورة الإسلام النقية، وزرع ونشر الطائفية، وإراقة الدماء المعصومة البرئية، واستنزاف الموارد الطبيعية، وتحكيم غير كتاب الله وسنة نبيه. غير إن الأمل دوماً في الله كبير لنصر هذه الأمة والدين، فقيض الله لردع أصحاب تلك النفوس الدنية والأهواء الشيطانية واحباط تلك الأعمال الهمجية سيف العزم وملك الحزم، الملك سلمان، بحزمه المعهود وعزمه الصامد وقراره الصارم حيث أمر بانطلاق عاصفة الحزم، فأنتفضت الأمة الإسلامية كلها معه فقد طال انتظارها، ورددت في كل مسجد ودار تكبيرات الولاء والطاعة لله ثم للملك سلمان؛ وكأني بهم يستحضرون بذلك العبارة الشهيرة التي أطلقها الصحابي الجليل سعدبن عبادة رضي الله عنه عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن موقف الأنصار من ملاقاة قريش، حينها قال عبارته المشهورة والله لو خضت بِنَا يا رسول الله عرض البحر لخضناه معك. لقد شاهدنا اليوم وقوف العالم الإسلامي كله، عدا القلة المتخاذلة، مع المملكة وتأيدها لحزم الملك سلمان وهو لم يدعهم للجهاد، فكيف سيكون الحال إن هو فعل؟!. حينها سوف يرى مايسره من الداخل والخارج، وسوف يدرك العالم وقتئذ أن المملكة صِمَام أمان العالم الاسلامي؛ وأنها وبمجرد كلمة واحدة تغير الموازين وتبدل الأحوال بمشيئة الله. إن دور المملكة الكبير لا يجارى مهما حاول الغرب أو الشرق أو أذنابهم في الجوار استبدله فلن يستطعوا؛ فهي قلب العالم الإسلامي النابض، وهي مهد العروبة الابي، وهي مصدر الطاقة وحجارا رحى الاقتصاد، وهي نقطة التقاء الشرق بالغرب، عُرفت منذ عقود بسياستها المعتدلة الواضحة والمعلنة فلا تتدخل في شؤون غيرها ولا تسمح لأحد بانتقاص مكانتها أو انتزاع هيبتها أو التطفل أو التدخل في شؤونها من أي مصدر كان ! إن هذه المرحلة الحرجة من التاريخ المعاصر ليست مرحلة تحد تخص المملكة ووجودها فحسب ، إنها مرحلة حرجة وتحد كبير للعالم العربي والإسلامي برمته، فمحاربة الإسلام مشتعلة والتمرد على القيم ونشر الرذائل وترويج المخدرات وإفساد المرأة وتضليل الشباب وإضعاف التعليم كلها مخططات لم تعد خفية على أحد، يقوم عليها أعداء متربصون، سخرت لهم الأموال ووظفت لهم الدول الكبرى الدعم وحرية الحركة والتحرك ووفرت لهم الحماية تحت شعار نشر مفاهيم الحقوق المدنية وابراز الحريّة الشخصية وتسويق الديموقراطية المعلبة! إن المملكة هي المستهدف الأول من مل ذلك ولذلك فإننا نرى ونلمس تزايد وتيرة الهجمات الإعلامية المغرضة ضدها واستصدار القوانين المجحفة بحقها وتوظيف الرعاع والمرجفة في محاولات يائسة لزعزعة أمنها واستقرارها والتشكيك بدورها العالمي الريادي، والإجهاز على لحمتها الوطنية ، وهي صامدة كالطود العظيم بفضل الله ثم بحنكة الملك سلمان، ساعية لتعزز من حضورها ومكانتها دولياً وإسلامياً واقليمياً ولن تتنازل عن عروبتها أو اسلاميتها كما يتمنى أو يعمل عليه المتآمرون والمتخاذلون و المشككون !، فالمملكة كيان أسس على هدى وتقوى من الله، دستورها القران الكريم والسنة المطهرة ، فلا تشريع لها إلا ما اشتملا عليه ولا مجال لإرضاء البشر على حساب الدين والمعتقد والملة والأخوة الإسلامية ! إن الشعوب قاطبة تقدس دساتيرها وتحميها وتصونها وهي من صنع البشر فما بلك بدستور وضعه رب البشر!، أليس هو أولى بالحماية والصيانة؟، فشتان بين هذا وذاك! بعد كل هذا الصمود والوضوح والقوة والاعتزاز، ألا يدرك الغرب المتآمر والشرق المتواطىء والجار المتخاذل بصرورة أن يعيدوا حساباتهم جيدا ويضعوا أمام أعينهم بجلاء ووضوح أن مكة ليست قم، وأن طيبة ليست كربلاء، وأن الأقصى ليست النجف ؛ ففي مكة بعث خير البشر برسالة الناس الخاتمة، وإلى الثانية كانت هجرته وإتمام رسالته ويضم ثراه قبره الشريف، وإلى الثالثة كان مسراه وملتقى رسل الله عليهم أجمعين الصلاة والسلام. إن هذه الثلاثة أماكن هي أماكن مقدسة عند المسلمين، والدفاع عنها واجب مقدس، فإذا كان الدفاع عن الأوطان أمر مقدس لكل مواطن وفي أي وطن، فيكف إذا اجتمعت في الوطن القدسية الدينية والمكانة الوطنية؟!. د. أحمد بن سعد ال مفرح عضو مجلس الشورى السابق