أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور، أن تهنئة الكفار بأعيادهم والتقرب إليهم وتقليدهم يعد من الكبائر والشرك بالله عز وجل، موضحاً أن الكفر ليس فقط عبادة غير الله وإنما في تقليد الكفار والديانات الأخرى. وقال: "إن من الظلم بل من أعظم الظلم أن يساوى بين المعطي سبحانه وعبده المخلوق أو يعبد معه مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، لافتاً إلى أن أكبر ذنب يرتكبه العبد في حياته هو الشرك بالله جل وعلا فيجعل لله نداً وهو خلقه ويصرف شكر النعم لغيره وهو رزقه ويبذل لغيره وهو أعطاه وسواه (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). وأوضح أن حقيقة الشرك بالله هو أن يجعل العبد شيئاً من العبادة لغير الله تعالى كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والرغبة والرهبة، بالإضافة إلى الخضوع والتذلل للأصنام والأوثان والإنس والجان بقصد عبادتهم من دون الله (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) لقد سخط الله تعالى على الشرك وأهله وحذر عباده منه ومن أسبابه وما يتعلق به وأمر بتوحيده والاعتصام والاستعانة به وسؤاله (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) ويقول جل وعلا (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ووجه التحذير لرسوله مباشرة وللأمة من بعده فقال (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ).. لا لحفلات رأس السنة تناول الدكتور المريخي خلال خطبة الجمعة جانبا من حياة الدنيا قائلاً إن هناك من يحتفلون أو يقيمون أعيادهم على الكفر الصريح بالله تعالى كقولهم أو اعتقادهم إن لله ولداً أو صاحبة –تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- موضحاً أن هذا كفر صريح يخلد صاحبه في النار فإذا جاء المسلم مع هؤلاء فإنه يبارك لهم هذا الكفر ويهنئهم بكفرهم بالله تعالى لا غير ولا شيء عند الكفار في احتفالاتهم غير الكفر والإلحاد. وأضاف: أنه من هنا تكون الحرمة من الاقتراب من هؤلاء أو مشاركتهم ومؤانستهم، حيث يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). وأكد المريخي أن الله تعالى حذر من الرضى بأعيادهم بزيارتهم أثنائها ومباركتهم وتهنئتهم وأخبر أن ذلك يورث النار فقال (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) والركون إليهم معايدتهم ومشاركتهم ومودتهم وطاعتهم وموافقتهم والميل إلى الرضى عنهم ومداهنتهم بعد الإنكار عليهم. كما لفت إلي تحذير الرسول للأمة من عدم التشبه بمن يقيمون حفلات رأس السنة من المسلمين ويقيمون أعياد الميلاد، موضحاً أن التشبه يورث محبة ومودة وعشقاً وهذه البلية والطامة حين يحب المسلم من أبغضه الله وعاداه وهدده وتوعده. والمشابهة في الظاهر تتبعها مشابهة الباطن نسأل الله العافية، ودعا المريخي في ختام الخطبة إلي تقوي الله والحذر من أعياد الكفار، أن نثمن نعمة الله بالتوحيد والإيمان. أعظم المنن الربانية أكد فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي أن التوحيد لله تعالى من أعظم المنن التي يتفضل الله بها على عباده، وذلك للخير العميم الذي ينزل بالعبد المؤمن الموحد في الدنيا والآخرة من مدافعة الله تعالى عن الموحدين ونصرته لهم وتوفيقهم وتيسير أرزاقهم ودفع البلاء عنهم ودحر أعدائهم، يقول صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه ابن حبان وهو صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام (أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم. وقال المريخي: «إن الفوز بهذه المراتب والدرجات وهذه البشارات لا تكون إلا لمن حرص على دينه وتوحيده لربه عز وجل ولم يساوم على عقيدته وكان حذراً من الشركيات. كما أن أصحاب الصراط السوي لهم براهين وعلامات ورايات يعرفون بها، وذلك لأن اقتضاء الصراط المستقيم يقتضي مخالفة أصحاب الجحيم، وتابع: لا يعقل أن يساير المؤمن الموحد الكفار أصحاب الجحيم أو يقرهم على شركيات وخرافات وبدع أو يساوم على عقيدته. وتطرق خطيب الجمعة في هذا الإطار إلى أن أبلى البلاء اليوم أن يتقارب العالم ويجامل الناس على ينهم وعقائدهم ويستخف البعض بالتحذيرات من مشاركة الكفار أعيادهم ومناسباتهم التي بنيت على الكفر والشرك فيجالسوهم ويباركون أعيادهم ويودوهم ويفرحونهم ويركنوا إلى ما عندهم من الغفلة عن الله والدار الآخرة كهذه الأيام التي يستعد فيها الكفار لإقامة أعيادهم الشركية ويستعد معهم بعض المسلمين بمخالطتهم في تلك الأعياد ومشاركتهم أو بمشابهتهم بإقامة أعياد الميلاد في البيوت وعلى مستوى الأسرة، أو يهدون لهم الهدايا ، موضحاً أن كل هذا حرام يخشى على الفاعلين لها أن يقعوا في زواجر الشريعة وتحذيراتها. المشركون هالكون بشركهم أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي أن المشركين هالكون بشركهم وكفرهم وتلا قول الله تعالي (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) كما أخبر أن الشرك به ذنب لا يغفره الله تعالى فمن مات مشركاً بالله فإنه يخلد في جهنم أبداً كما قال جل جلاله (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ) (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر –ثلاثاً– الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور) رواه البخاري ومسلم. وأوضح أن البعض من المسلمين عندما يسمع التحذير من الشرك يظن أن الشرك فقط هو عبادة إله آخر مع الله تعالى، فإن هذا صحيح ولكن هناك أمور أخرى شركية وكفرية أيضاً وخاصة في هذا الزمان الذي نعيشه، وقال: «إن هناك من أرخى حبل التقوى أو حبل التمسك بالدين الحق فتابع اليهود والنصارى واغتر وغلبته الدنيا ونفسه الأمارة بالسوء وغره طول الأمل والذي يفزع القلوب ويخوفها هو أن الله تعالى أخبر في كتابه أن أكثر الناس ما هم بمؤمنين فقال (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) بل في إيمان بعضهم شرك أو يخالطه شيء من الشرك كالرياء والسمعة والنفاق والتشبه بالكفار ومشاركتهم شركياتهم وكفرياتهم والرضى عنهم ومودتهم.;