لندن: «الشرق الأوسط» يتعلق الأسكوتلندي ديفيد مويز المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي بالقشة الأخيرة عندما يحاول تعويض هزيمته 2 - صفر في لقاء الذهاب أمام ضيفه أولمبياكوس اليوناني غدا في إياب دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا لإنقاذ مستقبله في النادي. وشنت رابطة مشجعي يونايتد حملة انتقادات شرسة على مويز بعد الهزيمة الثقيلة 3 ـ 0 أمام ليفربول في ملعب أولد ترافورد، وحملته أسباب انهيار الفريق هذا الموسم وتراجعه للمركز السابع رغم أنه تسلم النادي وهو حامل لقب بطل الدوري. وابتكرت رابطة المشجعين التي كانت أكبر داعم لمويز خلال الأسابيع الماضية إلى أن انقلبت الأحوال بشكل يهدد بخروج يونايتد من المنافسة على جميع الألقاب، لافتة جديدة تحمل عبارة «ديفيد مويز غير مؤهل» في إعادة صياغة لعبارة ابتكروها قبل فترة، وكانت تحمل «مويز هو الاختيار الأفضل». وتصاعدت حدة الغضب تجاه المدير الفني عقب الخسارة أمام ليفربول ليس فقط من النتيجة الكبيرة ولكن من العرض الهزيل للفريق. وأيا كانت الوسيلة التي سيحاول بها المدير الفني السابق لنادي إيفرتون تغيير الموقف الراهن الذي يعانيه هو وفريقه يونايتد الآن، إلا أن خططه، ناهيك عن لاعبيه، لم تتمكن من تحقيق أي نجاح يذكر. فبعد خمس هزائم مني بها الفريق على أرضه في أربع عشرة مباراة في الدوري، وهبوطه إلى المركز السابع في الدوري والهزائم الثقيلة على يد منافسيه التقليديين لم يعد هناك ما يمكن لمويز أن يتشبث به. وربما كان احتساب ثلاث ركلات جزاء لليفربول في أولد ترافورد ليثير موجة غضب بين جماهير ولاعبي وإدارة مانشستر يونايتد في أي ظروف أخرى إلا أن المستوى المترهل ليونايتد جعل الجماهير لا تحمل على أخطاء الحكم كثيرا ووجهت سهامها نحو المدرب واللاعبين. ومن الصعب فهم أسباب معاناة فريق نال لقبه العشرين لدوري إنجلترا تحت قيادة أليكس فيرغسون الموسم الماضي قبل أن يتولى مويز المسؤولية. وربما يكون الفوز على أولمبياكوس بنتيجة 3 ـ 0 غدا والصعود إلى الدور ربع النهائي، ربما يكون النتيجة الوحيدة القادرة على إنقاذ مويز. لكن الثقة في النفس التي طالما كانت السمة الأغلب في أولد ترافورد حلت محلها حالة التشاؤم والخوف، من احتمالية الخروج من البطولة وأيضا أن يلحق مانشستر سيتي بالفريق هزيمة ثقيلة يوم الثلاثاء القادم، وهو ما يتوقعه الكثيرون. لو كان مويز مديرا فنيا لأحد الأندية الكبرى الأخرى في الدوري وتحمل مسؤولية هذا التراجع الكارثي في النتائج، لكان أقيل منذ عدة أسابيع. لكن بقاء مويز في مانشستر يونايتد يعتمد في الأساس على تصميم النادي على منح المدير الفني مساحة كافية من الوقت لإعادة بناء الفريق والمجموعة في مخيلته، وخفض سن عمر الفريق، وتصعيد لاعبين جدد. لكن الكثير من المحللين يشيرون إلى مسؤولية السير أليكس فيرغسون عن تقدم عمر الفريق كان السبب في معاناة مويز الحالية. ولا يوجد مفر من حقيقة أن فيرغسون ترك فريقا في حاجة إلى التجديد، لكن ذلك الفريق كان بطلا للدوري، فاز باللقب إحدى عشرة مرة. ما الخطأ إذن؟ وما الذي أوصل مانشستر يونايتد إلى هذه الحالة؟ ما يثير قلق عائلة غليزر مالكي مانشستر يونايتد، هو أن مويز لا يملك إجابة على هذه الأسئلة. وقد صرح مويز عقب لقاء ليفربول بأنه: «من الصعب تفسير ذلك. فقد كان اللاعبون في حالة بدنية جيدة ومستعدون لخوض هذه المباراة، لكننا لم نصل إلى المستوى المطلوب لهزيمة ليفربول. أعتقد أن ليفربول لعب جيدا، وأننا لم نؤد كما ينبغي. وسوف نعمل جاهدين لتحسين الأداء». الإخفاق أمام ليفربول امتد إلى الإخفاق في إحراز انتصار واحد ضد أي من الفرق التسع الكبرى هذا الموسم ـ عدا عن انتصار واحد على آرسنال في نوفمبر (تشرين الثاني) ـ لكن مويز لم يتمكن من تفسير هذا اللغز، وقال: «يطالعني ذلك أننا لم نؤد بالشكل المطلوب. ينبغي أن نلعب بشكل أفضل وأن نكون فريقا صعب الهزيمة، وأن نستغل الفرص حتى نتمكن من تحسين كل هذه الأمور. لكني أعتقد أن هذه المهمة ستكون صعبة». ما من شك في أن مويز جعل المهمة أكثر صعوبة مما ينبغي، بالتخلي عن لاعبين أساسيين لصالح مجموعة من غير المؤهلين، فتخليه الغريب عن ريان غيغز في الأسابيع الأخيرة، اللاعب الذي كان الفريق في حاجة ماسة إلى ثباته على الكرة أمام ليفربول. كما أن هناك علامات استفهام أخرى بشأن قراره بضم مروان فيلاني وعدم استفادته من خوان ماتا، الذي ضمه إلى النادي في يناير (كانون الثاني) مقابل 37.1 مليون جنيه إسترليني، والذي لم يتمكن من أداء الدور الذي كان الجميع يتوقعونه لحل المشكلات الأكثر إلحاحا بالفريق. مويز لا يملك الوقت للندم أو الأخطاء في مباراته مع أولمبياكوس التي ستكون الأولى من ثلاث مباريات في ستة أيام قادمة ربما تشكل مصيره مع مانشستر يونايتد. صبر مشجعي النادي الذي نفد ربما لا يقف أمامه أحد إذا فشل مويز في مهمته غدا. وقال مويز ردا على تعليقات المشجعين: «النتائج دائما هي التي تفرض ذلك، لكني لا أملك سوى القول: إن ما شاهدته وما فعله المشجعون كان مخيفا».