حملت التكليفات الجديدة التي اعتمدها أخيرا وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة الكثير من المفاجآت التي دأب عليها الوزير المعروف بنشاطاته وحرصه على التغيير لا من أجل التغيير بل من أجل ضخ دماء شابة ودفع عجلة التقدم والتنمية. وجاءت أولى الأوراق تحمل تعيين ضابط متقاعد الذي عرف بنشاطه وانضباطه خلال توليه صحة الباحة في الفترة الماضية ليكلفه بإدارة صحة جدة، التي باتت على ما يبدو في حاجة ماسة لمن يحزم أمرها باعتبارها بوابة الحرمين وتتطلب جهدا خاصا وإيقاعا مميزا من أجل تعافيها وتقديم كل ما يفيد أهلها وسكانها. وباتت شروط المهمة الجديدة تنطبق على أحد منسوبي القوات المسلحة سابقا العقيد متقاعد الطبيب مشعل بن مسفر السيالي بعد أقل من شهرين على توليه المهمة في الباحة. لكن سيرة السيالي معروفة في المنطقة الغربية التي عمل فيها بعد تخرجه في جامعة الملك عبدالعزيز (قبل 22 عاما)، إذ عمل استشاري جراحة عامة في مستشفى القوات المسلحة بالهدا. ولأنها جدة باتت الآمال تترقب ماذا سيحمله السيالي لها من طموحات تواكب كم خبراته وتتوافق مع حجم إنجازاته على صعيد عمله فعليا كطبيب متخصص في الجراحة العامة وكأخصائي في الحوادث، في ظل الحاجة الماسة لجراحة شاملة تعيد لصحة جدة شبابها في ظل ما يعتريها من آلام وتقلصات وتشنجات سواء على صعيد المراكز الصحية التي لم يرض عنها وزير الصحة سواء في انضباط الدوام للعاملين فيها، أو في حسم معاناة من يعملون فيها، أو في توفير الأمصال والأدوية والتطعيمات والتخصصات لمن يرتادونها. لكن صحة الباحة هي الأخرى باتت حسب مؤشرات تكليف الوزير في حاجة لاستشاري من نوع خاص يستطيع أن يفتت ما بها من تراكم دهون ربما أثرت على منظومة العمل، إذ كلف الوزير استشاريا متخصصا في جراحات السمنة المفرطة ليتولى أمرها وهو الدكتور عبده الزبيدي، وهو المعروف بأنه أحد الكوادر المميزة الذي بكى على رحيله أهالي نجران بعدما أثبت كفاءته خلال توليه إدارة مستشفى الملك خالد، فأقاموا له حفلات الوداع متحسرين على صدور قرار نقله قبل أقل من شهر ليرحل عن نجران. يبدو أن الاستعانة بالكفاءات الصحية في المرحلة القادمة وفق أجندة الوزير الربيعة ستعتمد على نوع التخصص وتتكئ على المزيد من الاستشاريين المميزين لفك طلاسم آلام كل منطقة على حدة وفق نوع وشكل الفيروس الذي يواجهها. هو الربيعة وزير الشفافية، فهل ينجح الكادران في تأكيد نجاعة التخصص في إزالة الأورام؟.