أوضح الكاتب عبدالله صالح جمعة مترجم «ملحمة جلجامش»، لـ «عكاظ» أن ترجمته للكتاب بدأت بفكرة بسيطة منذ ما يزيد على 40 عاما حين كان طالبا في الجامعة الأمريكية في بيروت، وكان مقرر عليهم مواد اختيارية في الثقافة العامة ومنها «ملحمة جلجامش»، مضيفا أن دراسته لم تكن تقنية ولا أدبية حيث درس العلوم السياسية إلا أن علاقته بوالدته الراحلة عززت عشقه للغة العربية، وتجربته مع أرامكو فتحت أمامه آفاق العلاقة بالأدب وموروث الشعوب، مشيرا إلى أن والده عمل بالغوص، وأن بحث جلجامش عن عشبة الخلود يتقاطع مع بعض الروايات عن بلع اللؤلؤ كونه يزيد في العمر ويمنح الملامح النقاء، وأكد جمعة أن الترجمة بدأت بمحاولات تجريبية متقطعة لإرضاء ذائقته الخاصة دون أن يفكر في نشرها، وظل ينقح في الترجمة طيلة 20 عاما، عازيا للأصدقاء التشجيع على إخراجها بعد تقاعده من أرامكو، وأبان أنه لم يشرع في طباعة العمل إلا بعد الحصول على إذن خطي وفسح من الشركة المالكة للعمل في بريطانيا، وأعرب عن سعادته بترجمة الكتاب كونه اشتغل على المؤلف بلغة سومرية وخط مسماري، واصفا تجربته بالأولية القابلة للتطوير. ومن جهته، اعتبر مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر أحمد الملا أن كتاب «ملحمة جلجامش» يحمل فرادة سواء على مستوى الموضوع الذي لم يسبق أن تصدى له كتاب محلي أو صناعة الكتاب التي تمتعت بجودة فنية لافتة، وقال: «اشتغل على الكتاب نخبة نقدية هم الدكتور سعيد السريحي، والدكتور سعد البازعي، والدكتور محمد علي الخزاعي وكل واحد منهم تحدث فيما يختص به علميا، كما أنه مشرع للتناول أبداً»، وأبدى الملا تحفظه على مقولة أحد النقاد بأن الاحتفاءات تقتل المثاقفة الجادة الفاحصة للنص وقال: «قائل هذا القول دعي ولم يحضر ومن الظلم أن تنتقد عملا واحتفائية من خلال مواقع التواصل وأنت لم تحضر»، مشيرا إلى أن الكتاب كان موجودا بين أيدي الزملاء منذ فترة زمنية طويلة، ولم يتم الحديث عنه، بل جاء التعليق بعد نجاح الأمسية مباشرة، واصفا فرع الجمعية بالمنصة للفعل الثقافي لتقديم أفضل صورة نحسنها لإثراء المشهد بمزيد من الحركة النشطة والجادة، ودعا الملا جميع الزملاء كتابا وفنانين إلى طرح آرائهم أمام منسوبي الفرع ليستفيدوا من النقاش، شرط العمل بمحبة حتى لا نتناول مسألة ثقافية إلا من زاوية الحب، مؤملا أنه مثلما يحاولون تأدية دورهم في تقديم المنتج الثقافي والفني أن ينتهج النقاد الجدية عند أداء أدوارهم في تناول المنتج الإبداعي بما يحقق المثاقفة.