انطلقت مئات المشروعات التنموية في مختلف مناطق المملكة، وكان لمنطقة مكة المكرمة حظ وافر من هذه المشروعات، ولكن جزءًا من هذه المشروعات تعثَّر ولم يُنفَّذ حسب المدد الزمنية المحددة لها في العقد، وعلى وجه الخصوص مشروعات محافظة جدة، وهي المحافظة المليونية التي يفوق عدد سكانها الـ(4) ملايين نسمة. حظيت هذه المحافظة الميمونة بعددٍ وافر من المشروعات في مختلف قطاعاتها: تعليمية، وصحية، واجتماعية، وخدمية، وتوسعت المدينة بشكلٍ كبير وترامت أطرافها بحيث أصبح يتعذر على المرء التنقل بين أطرافها من شدة زحام شوارعها وطرقاتها، وأنفاقها، وكباريها نظرًا لتلبُّك خطوط السير فيها، واختناق معظم طرقاتها ليل نهار. لنعتبر عام 1438هـ هو عام التحدي لعلاج هذه المشروعات المتعثرة التي تعرقل مناحي الحياة في جنبات هذه المحافظة الواسعة، وتشل حركتها في الذهاب والإياب، ومن ضمن هذه المشروعات للعرض وليس للحصر: مشكلة تصريف مياه الأمطار والسيول، والتي أصبحت مشكلة أزلية استعصى حلها رغم مجهودات الدولة في صرف مئات الملايين لحل إشكالاتها والتخلص من إزعاجاتها نهائيا، ولكن ما زال الوضع قائمًا كما هو؛ وكذلك التعثُّر ينطبق على وزارة التعليم في التخلص من المباني المستأجرة، وإنجاز المدارس المعتمدة في ميزانيات سابقة، والتي لم تُنجز حتى الآن. وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة الصحة ووضع المستشفيات العامة وزيادة أعدادها بما يتواءم مع أعداد سكان هذه المحافظة، والتي تمتد خدماتها الطبية لمحافظات كثيرة حولها. الذي نأمله من جل الوزارات الحكومية وإداراتها والمؤسسات الخدمية وأمانة محافظة جدة، ومن كل جهة لها مشروعات متعثرة، ولها سنوات لم تُنجز بعد، أن تحصر هذه المشروعات، ويُعمل لها جدولة بحيث تُعطَى الألوية للمهم جدًا لها، وما يتعلق براحة المواطنين وتسهيل أمورهم، والمشروعات الحيوية المهمة التي تعنى بالحفاظ على الأرواح والممتلكات، وأن توضع خطة إستراتيجية لإنجاز هذه المشاريع، تُحدَّد من قبل مجلس أمارة المنطقة للعمل بها، وأخذ التأكيدات على كل جهة بأن تُنجز أعمالها في الأوقات المحددة، ومن ثم ترفع هذه التقارير لسمو أمير المنطقة وسمو محافظ جدة لأخذ التوجيهات اللازمة حيالها، وأن تكون هناك جهات رقابية لمتابعة هذه المشروعات، وتُرفع تقارير دورية للإمارة بما تم إنجازه وما تحقق خلال كل فترة زمنية محددة، وإن حصل تعثُّر بعد ذلك يجب أن يكون مُبرَّرًا وبمسببات قوية مقبولة لدى صاحب الصلاحية في اتخاذ القرار. مزيد من الحرص والمتابعة لدى الجميع سوف يضع مشروعاتنا التنموية في مسارها الصحيح، وسوف ينهض بالمحافظة لتحقق نتائج رائدة وطموحة لما يطمح إليه عاهل هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وحكومته الرشيدة، التي تسعى جاهدة بأن تكون مدننا ومحافظاتنا في مصاف الدول الراقية، وأن تنجز مشاريعنا في أوقاتها المحددة حفاظًا على أمنيات المواطنين وتحقيق طموحاتهم في الحصول على خدمات مميزة في مختلف مناحي الحياة من أجل مستقبل أفضل بإذن الله.. وفق الله العاملين المخلصين لما يُحب ويرضى. mdoaan@hotmail.com